الصحراء المغربية..اسكتلندا تعرّي ازدواجية مواقف إسبانيا
الصحراء المغربية..اسكتلندا تعرّي ازدواجية مواقف إسبانيا
كشفت الأحداث الأخيرة المرتبطة بتوتر العلاقات بين المغرب وإسبانيا، عن "سكيزوفرينيا" وازدواجية المواقف الإسبانية بخصوص النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، من خلال استقبالها لزعيم الحركة الإنفصالية "البوليساريو"، المجرم إبراهيم غالي، في وقت ترفض فيه أي تحرك لزعماء كطالونيا المطالبين بالإنفصال عن إسبانيا.
وفي الوقت الذي دعم المغرب إسبانيا في وحدتها الترابية رافضا أي مساندة للطرح الإنفصالي الكطالوني، كانت إسبانيا تنهج حيادا سلبيا في قضية الصحراء المغربية، قبل أن تكشف الخطوة الأخيرة بقبولها لاحتضان زعيم الإنفصاليين، أنها أقرب إلى العداء للمغرب من الحياد.
ويُرتقب أن تتكشف هذه الازدواجية الإسبانية بشكل أكبر وأكثر سطوعا في الأيام المقبلة، بعد إعلان الوزيرة الأولى الأسكتلندية، نيكولا ستورجيون، عن مطلب إعادة الاستفتاء في اسكتلندا لتحديد مصير البلاد، للتصويت على استقلال اسكتلندا من التبعية لبريطانيا أو البقاء تحت التاج البريطاني.
ووفق ما أوردته صحيفة "إكسبريس" البريطانية، في تقرير نشرته أول أمس الإثنين، فإن هذه الخطوة الأسكتلندية الجديدة، تثير غضب وقلق مدريد، خاصة أن اسكتلندا تعتزم في حالة الاستقلال عن بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يعيد مطالب كطالونيا بالإنفصال عن إسبانيا والانضمام كدولة أوروبية مستقلة للاتحاد الأوروبي على خطى اسكتلندا.
وحسب ذات المصدر، فإن إسبانيا تخشى أن يتم التصويت خلال الاستفتاء على الاستقلال الأسكتلندي والاعتراف به دون الرجوع إلى بريطانيا والحصول على موافقتها القانونية، وبالتالي فإن مدريد ستسعى أن يُجرى الاستفتاء وفق القانون البريطاني، الذي سيقرر في النهاية هل يُسمح لاسكتلندا بالاستقلال أم لا.
وتهدف إسبانيا من خلال الحصول على هذه الضمانات أن يحصل الكطالونيون، في حال قرارهم القيام بنفس الخطوة الأسكتلندية، على الاعتراف والموافقة القانونية من إسبانيا، وبالتالي تضمن مدريد أن يكون القرار في الأول والأخير في يدها، وهو ما سيجعل استقلال كطالونيا والاعتراف بها أمرا شبه مستحيل.
وتُظهر ردود الفعل الإسبانية هذه، تحركاتها الحثيثة لـ"قمع" أي خطوة قد تساعد الكطالونيين على إحياء مطلبهم بالإنفصال عن إسبانيا، في الوقت الذي تظهر مواقفها مع المغرب، معاكسة لذلك، وهو ما يُعتبر ازدواجية في المواقف، وهي الإزدواجية التي يبدو أن المغرب لم يعد يقبل بها.
ويتضح هذا المعطى في البلاغين الأخيرين الصادرين عن وزارة الخارجية المغربية، حيث طلب المغرب رسميا من إسبانيا توضيح مواقفها من قضية زعيم الانفصاليين، وبشكل أكبر، وتوضيح مواقفها مع المغرب في قضاياه الأساسية، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية، وهو الأمر الذي لايزال المغرب ينتظره من إسبانيا إلى حد الآن.