محسن الأكرمين يكتب عن: تيتانيك المنافسة السياسية بمكناس. متابعة للشأن العام بمكناس
محسن الأكرمين يكتب عن: تيتانيك المنافسة السياسية بمكناس. متابعة للشأن العام بمكناس
قد
تكون قيادة مجلس جماعة مكناس تشابه قيادة سفينة التيتانيك في رحلتها الأولى
والأخيرة بنهاية الغرق. قد تكون ولاية قيادة أي رئيس (قديم/جديد) مثل (روتيني
اليومي) في تدبير وتسيير الملفات العالقة والمستجدة، والتي ستزيد من استنزاف المال
العام (المتبقي) في تغطية العجز والديون المتراكمة. لنتفق منذ البدء بأن انتخابات
سنة ( 2021) هي بامتياز رؤية "العقل الرسمي المغربي" بسبق التخطيط
وقراءة النتائج الممكنة.
من المفارقات العجيبة بمكناس تلك
النخب السياسية التي باتت تتحكم في اللعبة وتتقلد أوسمة وكلاء اللوائح لزوما. نخب
من الآلة الانتخابية الخبيرة (من أين يؤكل الكتف)، والتي تحتمي تحت مظلة
"تخوف العقل المغربي السياسي". بمكناس سوق المنافسة طويل وعريض (22 /
20لائحة !!!)، لنفترض محليا أن القاسم الانتخابي الرحيم بالأحزاب (مهما كانت)
أفرز لنا نجاح أكثر من نصف وكلاء اللوائح المتنافسة، فما هو العدد المتبقي
المتنافس عليه محليا (40) !!!؟ هنا توقفت عن الكتابة والتفكير، فوجدت أن جل
اللوائح محشوة بكومبارس لتنشيط بطولة اللعبة السياسية، أن اللوائح تم (تجييشها)
بالانتقاءات العائلية، والولاءات والصفات المليحة. خلاصة القول بمكناس: أن اللوائح
تقل فيها ميزة الكفاءة والجودة.
في تصفحي لبعض اللوائح الحزبية
شموليا، تيقنت أن مجلس جماعة مكناس لن يتغير البتة إلا بحدود 10% أو ما يزيد،
تيقنت أن القيمة النوعية المضافة ستكون في لوائح النساء (21). من فقه السياسة
الإبداعية بمكناس ممكن أن تشتري (ساروت حزب) أو أن ترهن (رمز/ لوغو حزب) وتعرض فيه
بضاعتك بقانونية. يمكن أن تكون مناضلا فذا، ولن تجد موقع قدم في الحزب الذي تناضل
من خلاله،وذلك لسوء التدافع السياسي والمصالح المتباينة. يمكن أن ينسحب (المناضل)
في اللحظات الأخيرة مكسورة الجناح، حين يجد أن الثقة الداخلية في كوادر الحزب قد
تشتت ووالت آخرين. نقول: لكل من وجد ترتيبه قد تغير أو حذف عنوة من اللوائح (يا
ولدي لا تحزن... قد مات شهيدا ... من مات على دين السياسة النضالية، من مات بسياسة
مدينة مرعبة، من مات فداء حروب حزبية داخلية...).
من اليوم لن أعير أي اهتمام من بعض
الأحزاب السياسية التي تطالب "العقل الرسمي والقانوني المغربي" باعتماد
الديمقراطية والحكامة في الحكم، وهي قد سلخت الديمقراطية والحكامة الداخلية كما
تسلخ النعاج الأيتام في مأدبة الذئاب الجائعة. من سوء طالع مدينة مكناس الكل يتغنى
بالنزاهة، والتغيير، والتجديد، والتناوب، والتشبيب، والشفافية... لكن لحد الساعة،
لا يعلم الناخب الطيب محتويات تلك اللوائح المبهمة (حد التلغيم). لا يعرف الناخب،
حتى ترتيب من يمطر المواقع الاجتماعية بصوره وإعلانه البهيج (الفرح) بأنه رشح نفسه
بناء على رغبة الساكنة ومحيطه السياسي، وأنه رهن إشارات المدينة والساكنة وهو حتما
(ساقط) !!! لا يعرف الناخب، تلك القصص التي تتحدث عن اللوائح المعيبة
(المثقوبة) والتي تم ترميمها بالاستعجال، وما هي الأسباب والمسببات؟ لا يعلم
الناخب حجم الكومبارس السياسي، و لا أرانب السباق، و لا من ترشح نضاليا، ولا من
ترشح بالأداء المسبق، والتعبئة المضاغفة.
أرذل السياسات، حين ترتكز سياسة مدينة
على الوجوه (خوك أنا) بدل البرامج والرؤية التنموية.أسوء التسويق السياسي، حين
نسوق شعارات مستهلكة ولا تحمل أية مصداقية مستقبلا لأنها تفيض عن الواقعية ولن
تطبق البتة. أفلس السياسات، حين يسوق وكيل اللائحة نفسه بمطالب وطنية ونقابية ولا
يميز بين انتظارات المدينة والساكنة، ورهانات التمكين التنموي الداخلي.
من الملاحظة الساذجة، لن تخرج برامج
الأحزاب الإستراتيجية عما جاء به تقرير النموذج التنموي الجديد. قد تتحدث خطط
الأحزاب كلها عن القطب المجتمعي، والاجتماعي، والاقتصادي، والمؤسساتي ، وتنسى
القطب السياسي والثقة في اللعبة السياسية كليا، وما هي أدوار وأداءات
السياسي ؟!!!. هي ملاحظة من تجليات الفراغات التي تحكم "العقل السياسي
المغربي" حين لم تقدر لجنة البرنامج التنموي الجديد من وضع ملمح معياري
للسياسي المغربي ما بعد استحقاقات 2021.
حقا، مكناس لا تريد سياسي من طينة
(نقطع كلامك بالسمن والعسل)، ولا سياسي التوافقات الراكدة. مكناس، تريد نفض الغبار
عن كل الإشكالات الكبرى المعيقة للتنمية، وابتكار البدائل الواقعية والبسيطة.
مكناس، تريد فضح كل الملفات التي تهم الفساد المالي في القطاعات العامة والشبه
العامة وفي الرياضة والثقافة... مكناس، تريد القطع مع الفساد وريع الامتيازات
(حلال) والأنشطة غير المهيكلة. مكناس، لا تريد أن تركب في سفينة تيتانيك التنافس
السياسي الغارق لا محالة في البلقنة والتحالفات الآتية بالفظاعة.
مكناس، لا تريد أن تبقى في بهو الانتظارات أو
غرفة الإنعاش (الاختراقي)، فهي (باغية حقها من المال العام الوطني). مكناس،
(باغية) سياسي من طينة الحق والعدل والكرامة، لا سياسي التشخيصات وذكر الهفوات
والمزالق والنقد (التفرشيخ). مكناس، باغية التوزيع العادل للاستثمار الوطني
والجهوي بلا تفاضل ولا تمييز بين مدن الحظوة ومدن الظل.