الشاعر موسى أوعثمان في حوار مع "مغرب المواطنة" "الشعر والشاعر الأمازيغي في أمس الحاجة لالتفاتة المسؤولين عن القطاع"
الشاعر موسى أوعثمان في حوار مع "مغرب المواطنة" "الشعر والشاعر الأمازيغي في أمس الحاجة لالتفاتة المسؤولين عن القطاع"
أجرى الحوار: خالد المسعودي موسى البيضاوي المعروف بأوعثمان أو "أزيِّي" الشاعر العصامي ذو الكلام الجميل والأبيات الشعرية الساحرة، المليئة بالرموز والقوافي المتناغمة، فتح قلبه وحدثنا عن بدايته في ميدان الشعر الأمازيغي و ظروف دخوله المجال الفني ونظرته للفن الأمازيغي والشعر الأمازيغي بالخصوص و السبيل إلى الرقي به كل هذا في جلسة حميمية من صنع الصدفة، إلتقيناه في إحدى المنسابات بمكناس وكان لنا معه الحوار التالي: ☆ أنت شاعر أمازيغي يعرفك الكثيرون ويجهلك الكثيرون في نفس الوقت عرفنا بنفسك، و حدثنا عن بداياتك في نظم الشعر وإلقائه؟ ¤ أولا أريد أن أشكر جريدة "مغرب المواطنة" على هذه الإستضافة الجميلة، وأشكر فيكم هذه الروح اللطيفة التي تسعى إلى إبراز كل ما هو شبابي من موهبة وعطاء وقدرة ومجهود، عبد ربه شاعر أمازيغي من قبيلة آيت عثمان جماعة أم الربيع بمريرت عمالة خنيفرة، أعتقد أن موهبتي فطرية وُلدت معي منذ صغري، ففي سنة 1994 كانت بدايتي وعمري لا يتجاوز 14 ربيعا كنت في البداية أردد أشعارا لكبار الشعراء الأمازيغ، وأردت أن أصبح شاعرا مثلهم تجولت كثيرا حتى تعلمت كيفية نظم الكلام، وفي سنة 1996 أسست مجموعة مكونة من أبناء المنطقة آيت عثمان وبدأت ألقي أشعاري الخاصة في الأعراس التي تقام في قريتي والقرى المجاورة لها، وشاركت رفقة المجموعة طيلة 16سنة في المهرجانات الفنية في خنيفرة، إميلشيل، إفران،والعديد من المدن الأخرى، حيث قمت بتسجيل أول شريط في سنة 1996 تواصلت رحلتي الفنية بخوض تجربة جديدة رفقة مجموعة إنشادن آيت نظير بالحاجب لمدة ست سنوات، قبل أن أشد الرحال صوب مدرسة آيت سغروشن رفقة الشيخ أبزيز. ☆ كيف أصبح موسى أوعثمان شاعرا أمازيغيا؟ ¤ سؤال صعب، لأنه يصعب على الفنان أن يتربص تلك اللحظة التي قلبت مساره لأن يكون شاعرا لكن ما يهم هنا بالضبط هو الإرهاصات والتجارب التي تنتج من اللاشيء شيء، وهناك تجارب عديدة في الحياة، أما بالنسبة لي فالمسار الشعري بدأ يخلق أخدوده في دواخلي منذ شغفي بالشعر، وكانت الكلمات في دواخلي تؤتث لهذا التجانس الوجداني بين الكلمة والإحساس، لكن كيف وجدتني شاعرا، أشك في الأمر لأنه في نهاية المطاف الحياة كلها محاولة ويبقى الرأي في أنني وفقت في كوني شاعرا أمازيغيا. ☆ من شجعك على سلك درب الشعر الأمازيغي؟ ¤ أولا طاقتي التي أهلتني يوما على معانقة وسبر أغوار القلب والإحساس، ثانيا عدد من الشعراء الذين أججوا في شرارة الثقة في نظم الشعر الأمازيغي، كذلك بعض الأصدقاء الذين واكبوا معي التجربة منذ خجلها الأول إلى أهازيج عرسها الآن و الذين لايزالان يواكبون مسيرتي ويتطلعون إلى جديدي كل حين، كما لا أنسى عائلتي. ☆ ما هي الإكراهات التي اعترضت سبيل مسيرتك الشعرية؟ ¤ الإكراهات كثيرة، أولا الغياب الكلي للدعم الرسمي للشعر الأمازيغي عامة وليس لتجربتي فقط، وهو ما يفرض علينا التعامل مع الامكانات الذاتية أي إلقاء الشعر وتوفير ثمن التسجيل والاتصال بالاستوديو والإشراف على التسجيل، وهو ما يجعل الشاعر الأمازيغي يتقمص مجموعة أدوار في بعض الأحيان تؤدي إلى صرف النظر عن هذا الحب، والاستمرار في إلقاء الشعر يجسد نظرة أن الشاعر الأمازيغي مناضل قبل أن يكون شاعرا. ☆ ما هي المواضيع التي تعالجها شعريا؟ ¤ مواضيعي غالبا مرتبطة بالهوية الأمازيغية، فالهوية هي أنا، شخصي وإحساسي وفكري ومستقبلي، هويتي هي أمي التي أنجبتني وأرضعتني وحملتني وهنا على وهن، أنظم عن ثقافة مجتمعي، وعن كل شيء سيؤرق بال الآخر ويدغدغ مشاعره. ☆ نريد نظرتك للفن الأمازيغي والشعر الامازيغي بالخصوص؟ ¤ الشعر الأمازيغي فرض ذاته، لأنه يبقى دائما من ركائز الفن الأمازيغي والذي يخطو خطواته بإمكانات أبنائه ومريديه، وقد استطاع في ظرف وجيز قول كلمته وإثبات حضوره رغم التهميش والإقصاء الممنهجين اللذان يتعرض لهما، لكن ما يثلج صدرنا هو أن شعراؤه كلهم شباب، يعني أنهم سيقدمون الأفضل طالما استمروا في العطاء. ☆ من هم الشعراء الذين تأثرت بهم في حياتك الشعرية؟ ¤ ليس بالضرورة أن تتأثر بشاعر معين لتكون شاعرا لأن الشعر موهبة قبل أن يصقل بالاحتكاك والمعرفة، و كأي إنسان أتابع الكثير من الشعراء الأقدمين وإذا أردت الصدق مع النفس أقول: إنني تأثرت بالكثير من الشعراء، ولكن أقرب الشعراء إلى ذوقي الشيخ محمد أويحي، والشاعر أولمكي ابن المنطقة مجموعة آيت عزيزة. ☆ إنطلاقا من تجربتك الشعرية ومشاركاتك في العديد من المهرجانات والأفراح كيف تنظر لجمهور خنيفرة كمتلقي ومستمع هل يتفاعل مع القصيدة بالشكل المطلوب الذي تريده؟ ¤ لو لم يكن جمهور مريرت و خنيفرة كذلك لما كنت شاعرا أو لما أقبلت على نظم الشعر الأمازيغي ولما سبقني شعراء كبار، وكما يعلم الجميع أن الأطلس عامة وخنيفرة بشكل خاص أنجبت شعراء مرموقين في عدد من الفنون الأمازيغية وهناك شعراء متميزين أمازيغيين يقطنون منطقتنا بكل من مريرت وخنيفرة فمنطقتنا بطبيعتها الجغرافية والثقافية مؤهلة لتنجب وتحضن طاقات إبداعية خلاقة إنما أهيب بالجمعيات والنوادي أن يوجهوا المزيد من العناية للطاقات الشبابية فهم رأسمال منطقتنا. ☆ هل سبق وتلقيتم الدعم من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية باعتباركم فنانين أمازيغيين؟ ¤ كما يقول المثل:أنا مثل المنجل أصلح في جنبات الحقل وعندما ينتهي العمل أعلق حتى العام المقبل، الجمعيات التي تتعاقد مع المعهد تستدعينا للمشاركة في بعض المهرجانات والمناسبات التي تنظمها ونعود بعد ذلك إلى قارتنا المنسية، كمن يرمي بأدواته جنب الحائط عندما ينتهي من العمل بها أما المعهد فلم يتصل بنا بشكل مباشرمع العلم أنه مسوؤل عن تدوين أشعارنا. ☆ كشاعر أمازيغي، هل تتوفر على بطاقة الفنان؟ ¤ لا مطلقا، كما قلت سالفا شاركت في مهرجانات ومناسبات وحضينت بالتكريم وحصلت ست مرات على المراتب الأولى و على أزيد من 100 شهادة تقديرية على ما أقوم به، لكن هذا لا يجدي شيئا، لدي حقيبة مليئة بالشواهد لكن ماذا أفعل بها، ولمن أريها ليعرف أنني شاعرأمازيغي، كلما انتهوا منا علقوا علينا هذه اللوحات المزينة ونرحل. ☆ كم عدد القصائد الشعرية التي نظمت منذ ولوجك هذا العالم ؟ ¤ لدي في مسيرتي الشعرية بالأمازيغية، العديد من القصائد لا أستطيع أن أحصيها لك. ☆ ماذا عن الدعم الذي يتلقاه الشعراء الأمازيغيون؟ ¤ كما قلت سابقا، ليس هناك دعم يتلقاه الشعراء الأمازيغ إلا الدعم المعنوي من لدن سابقيهم، وهو دعم له تقدير واحترام خاص به لأنه يساهم في بلورة هذا الموروث واستمراره. ☆ ما السبيل إلى الرقي بالشعر الأمازيغي اليوم؟ ¤ السبيل إلى الرقي بالشعر الأمازيغي يبدأ بتخصيص فقرات متنوعة عبر مخلتف وسائل الإعلام، تقديم الدعم للشعراء الأمازيغ الذين تضرروا خلال السنتين الماضيتين بسبب أزمة فيروس كورونا. ☆ ما هي طموحاتك المستقبلية؟ ¤طموحاتي هي الإستمرار في نظم الشعرالأمازيغي، وأن أتمكن من ملامسة إحساس الآخر والشعور به أكثر وتقريب الشعر من دواخله كما أتمنى أن يتم الإهتمام بالشعر الأمازيغي باعتباره علامة مميزة للفن الأمازيغي ونقطة إلتقائه بماضيه وتاريخه العريق الممتد، طموحي أيضا أن أخلف من بعدي قصائد تتحدث عني وعن همي وحبي حين يكون وجودي مستحيلا. ☆ تريد أن تشكر أناسا قدموا لك جميلا ؟ ¤ من يستحق الشكر لاينتظر شكري له وأعزائي الذين قدموا لي المساعدة المعنوية أو المادية أكبر حجما وأعظم قدرا من مجاملتهم وأعتز بوجودهم، وأشكرهم من أعماق قلبي ☆ شكرا لك الشاعر موسى أوعثمان على استجابتك وقبل الختام نريد منك كلمة أخيرة؟ ¤ شكرا جريدة "مغرب المواطنة" في شخص مديرها الحاج خالد الرحماني والأخ العزيز خالد المسعودي وكل طاقم الجريدة على هذه الإستضافة التي أستشف منها رغبتكم الأكيدة على تتبع مبدعي منطقتنا وإبداعهم إنها بحق إلتفاتة تستحق كل التنويه والامتنان، واستغل هذه الفرصة لتحية روادكم وكل القراء الأعزاء أينما وجدوا.
|



