زلزال الحوز .. من يقف وراء نشر الأخبار الزائفة والإشاعات
زلزال الحوز .. من يقف وراء نشر الأخبار الزائفة والإشاعات
تتكاثر الأخبار الزائفة خلال الأزمات كالنار في الهشيم، ويرتفع منسوبها كلما زادت حدة الأزمة، فمثلما انتشرت بشكل كبير خلال جائحة كورونا، عادت هذه الأخبار لتطغى مع زلزال الحوز بصور وفيديوهات ومنشورات بعيدة تماما عن الواقع. فمن يقف وراء الأخبار الزائفة؟ وكيف يمكن الحذر منها؟
وسبق أن شدد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي على ضرورة تكثيف الجهود بين المواطنين والصحافيين والفاعلين في مختلف المجالات فضلا عن المؤسسات العمومية من أجل محاربة الأخبار الزائفة والمضللة، التي باتت تنتشر بشكل كبير وسط أفراد المجتمع، بحيث وقف المجلس، في رأيه الصادر بعنوان “الأخبار الزائفة : من التضليل الإعلامي إلى المعلومة الموثوقة والمتاحة”، على مجموعة من الممارسات التي تساهم في انتشار الأخبار الزائفة، والتحديات التي تواجه المواطنين والصحافيين للوصول إلى المعلومة الموثوقة.
وأكد المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، في رأيه، أن الأخبار غير الصحيحة باتت تنتشر بسرعة 6 مرات أضعاف المعلومة الصحيحة، مبرزا أن أغلب المنصات الرقمية تهتم بالربح المادي والسرعة في نشر المعلومة دون التأكد من صحتها.
وشهدت ليلة وقوع زلزال الحوز انتشار العديد من الأخبار غير الصحيحة التي أحدثت حالة من الهلع والخوف في صفوف المواطنين، وزادت حدة هذه الأخبار يوم السبت، عندما تم توجيه نداء للمواطنين من أجل الخروج إلى الشارع تحسبا لوقوع هزة أرضية أخرى، دون التأكد من مصدر الخبر أو مدى صحته.
معلومات مضللة
كما يتم ترويج مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي منذ وقوع الحادث، تظهر انهيار مباني في مدن أخرى مثل الدار البيضاء، واستخراج جثث لأشخاص تعود لزلزال تركيا وسوريا، ومشاهد لا تبث للواقع بصلة.
وكان آخر هذه الأخبار الزائفة انشار أنباء تفيد بصدور نشرة إنذارية بخصوص عواصف رعدية قوية تصل إلى 120 ملم ورياح قوية تصل إلى 95 كلم/الساعة في عدد من مناطق المملكة، على رأسها المناطق المتضررة من الزلزال، ما جعل مديرية الأرصاد الجوية تصدر بلاغا تكذب فيه هذه المعطيات.
وفي هذا الإطار، أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة فوزي بوخريص أن الأخبار الزائفة باتت ظاهرة تفرض نفسها، بحيث أصبح من الصعب على أي مجتمع التحكم فيها، خصوصا في ظل تأخر الوصول إلى المعلومة الرسمية.
وشدد بوخريص، في تصريح لموقع “إس إن إر تي نيوز” الذي أورد الخبر، على ضرورة تلقين الأطفال منذ الصغر سبل التعامل مع المعلومات، ووضع مناهج ومقررات تتعلق بكيفية التعامل مع التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي وتدفق المعطيات.
كما دعا المواطنين إلى تتبع الأخبار من مصادرها الرسمية والمواقع الموثوقة المرتبطة بها والمخول لها إعطاء المعلومة، مشددا، في الوقت ذاته، على أهمية العمل بمدونة للقيم تحتم فرض المسؤولية والمحاسبة على من ينشر هذه الأخبار ليكون عبرة للآخرين.
عوامل نفسية وسوء النية
من جهته، يرى أستاذ علم النفس الاجتماعي محسن بنزاكور، أن وراء الأخبار الزائفة مجموعة من الزائفين هدفهم الوحيد هو إثارة الخوف والرعب وسط الآخرين.
ويرجع بنزاكور، في تصريح للموقع ذاته، سبب نشر هذه الأخبار إلى العديد من العوامل النفسية من بينها الأنانية المرضية وسوء النية، فضلا عن عوامل سياسية أو عدوانية ناتجة عن أعداء الوطن.
ودعا الأستاذ الجامعي كافة المواطنين إلى استعمال المنطق قبل تصديق أي خبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أو ينتقل بين الأفراد، من قبيل ربط صعوبة التنبؤ بالزلزال وموعد وقوعه مع الأخبار التي تفيد بتكراره، ومصدر هذه الأخبار.
وشدد بنزاكور على ضرورة أخذ العبر من الأحداث السابقة، على غرار الأخبار الزائفة التي انتشرت خلال جائحة “كورونا” وخلال واقعة الطفل “ريان” والتي تم تفنيدها والتأكيد خلالها أن الأخبار لا تصدر إلا عن مصادر رسمية.
كما دعا كافة رواد مواقع التواصل الاجتماعي ممن تصلهم هذه الأخبار إلى عدم التسرع في نشر أي معلومة يتوصلون بها لعدم مساهمتهم في انتشار هذه الأخبار بشكل واسع وإثارة الرعب في صفوف المواطنين.
وأكد أن الأخبار الموثوقة تصدر بالقنوات الرسمية للمملكة والمنصات الإخبارية التابعة لها فقط، “غير ذلك فلا يجب نشر أو تصديق أي خبر بسرعة”.
متابعة قانونية
بدورة، يرى عادل غزالي، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة الحسن الثاني بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية، أن الزلزال ككارثة طبيعية تخلف نوعا من الصدمات النفسية التي تتطلب أياما للتعافي منها، مشيرا إلى أن جميع المواطنين يتهافتون على المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام والتواصل من أجل معرفة مستجدات الواقعة والشعور بالطمأنينة، لدرجة “الإدمان” على هذه الأخبار.
وفي خضم ذلك، يضيف غزالي، في تصريح لموقع “إس إن إر تي نيوز”، يستغل بعض الأشخاص الفرصة للترويج للأخبار الزائفة وخلق نوع من الرعب في نفوس المواطنين، مبرزا أن هذه الظاهرة تتكرر مع كل أزمة وحدث مؤلم وتستدعي الحد منها عبر متابعة ناشريها قانونيا ومحاسبتهم.
كما دعا الأستاذ الجامعي المؤسسات الرسمية إلى التواصل بشكل مستمر مع المواطنين وأخذ المبادرة لإيصال المعلومة الصحيحة دون ترك فراغات يستغلها مروجو الأخبار الزائفة.
عن موقع “إس إن إر تي نيوز” بتصرف