ذكرى استرجاع واد الذهب
ذكرى استرجاع واد الذهب
في كل سنة من يوم 14 غشت يخلد المغاربة ملكا وشعبا الذكرى45 "لإسترجاع واد الذهب "،
هذه الملحمة التاريخية العظيمة، التي استكمل بفضلها المغرب إستقلاله وجمع شمل اقاليمه الصحراوية المغتصبة لتحقيق السيادة التامة على أراضيه.
وتعتبر هذه الملحمة التاريخية مناسبة لاستحضار أمجاد التاريخ الاغرللمملكة المغربية في اتحاد قوي بين الجالس على العرش انذاك الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله وشعبه الوفي للذود عن حوزة الوطن.
وفي مثل هذا اليوم المشهود قدم سكان الأقاليم الجنوبية الصحراوية البيعة لجلالة الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1979 وفق مقتضيات بيعة الرضوان .
وهنا ينبغي لنا قبل الحديث عن نص البيعة، أن نعطي تعريفا لغويا وإصطلاحا للبيعة؟
ومن هذا المنطلق فإن البيعة في اللغة مصدرها البيع مما يدل على أن هناك علاقة تعاقدية، أما في الاصطلاح هي العهد على السمع و الطاعة، كأن المبايع يعاهد أميره أو سلطانه على أن يسلم له النظر في أمر نفسه وأمور المسلمين لا ينازعه في شيء من ذلك، ويطيعه فيما يكلفه به من الأمر على المنشط والمكره.
قال تعالى في سورة الفتح《 إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم 》.
وهذا مقتطف من نص البيعة التي رفعها سكان مدينة الداخلة وإقليم وادي الذهب إلى جلالة الملك الحسن الثاني بتاريخ 14 غشت 1979 والتي جاء في مقدمتها :
الحمد لله الذي نظم بالخلافة شٓمل الدين والدنيا ، وجعلها الدرجة العليا ، وصان بها الدماء والأموال والأعراض ، وغل بها أيدي الجبابرة عن مفاسد الأغراض، نحمده تعالى حمد معترف بذنبه ، راجع إلى ربه
ونشكره جلا وعلا شكر مستزيد من نعمه، مستعيد به من فتنه ونقمه، .....................
إن هذه البيعة الشرعية بين السلطان ورعاياه الأوفياء من الوسائل التي تعد دليلا قويا على تلاحم وتماسك الشعب المغربي بأهداب العرش العلوي المجيد، وهو ما يترجمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله من خلال الأوراش الكبرى والمشاريع التنموية التي تروم تنمية الإنسان والعمران بهذه الأقاليم.
وقد أصبحت مدينة الداخلة وجهة عالمية مؤهلة لاستثمار في شتى المجالات، كما تحتضن عددا كبيرا من السفارات الأجنبية التي تؤكد دعمها لمشروع الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية ومساندتها الرسمية للمشروعية التاريخية والدينية للمملكة المغربية علي أقاليمها الجنوبية، تحث مسلمة ثابتة أن الصحراء مغربية لا منازع فيها.
وقد جاء اعتراف الجمهورية الفرنسية مؤخرا بأن لا تنمية لهذه الأقاليم الجنوبية الصحراوية إلا في ظل السيادة المغربية للدولة العلوية ، مما سيكون له وقع إيجابي على مسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .
إن الاحتفاء بهذه الذكرى السنوية المجيدة، يعد مناسبة لتجديد التعبئة المستمرة والتجند الموصول لسائر فئات وشرائح المجتمع والقوى الحية والشعب المغربي قاطبة وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده على عرش أسلافه الميامين، من أجل الترافع عن قضية الوحدة الترابية، التي تعدُّ بحق المنظار الذي يحدد من خلاله المغرب مسار علاقاته الخارجية،
واختم مقالي هذا بما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، بمناسبة الذكرى التاسعة والستين لثورة الملك والشعب، والذي ورد فيه قول جلالته:
"أوجه رسالة واضحة للجميع: إن ملف الصحراء هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات".
وهكذا يجب أن يعرف العالم كله أن المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
سناء العلوي صحافية مهنية بالمنبر الإعلامي الوطني مغرب المواطنة.
