مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
بسبب تصريحات تبون الغبية.. ورطة الإعلام الجزائري ومحاولات فاشلة لتلميع صورة العسكر
مغرب المواطنة2024-08-21 14:18:11
للمشاركة:

بسبب تصريحات تبون الغبية.. ورطة الإعلام الجزائري ومحاولات فاشلة لتلميع صورة العسكر

بسبب تصريحات تبون الغبية.. ورطة الإعلام الجزائري ومحاولات فاشلة لتلميع صورة العسكر

أثارت تصريحات الرئيس الجزائري المعيّن، عبد المجيد تبون، موجة واسعة من الجدل بعد حديثه عن إرسال الجيش إلى غزة وتباين التفسيرات حول المهمة التي سيقوم بها، ما جعل وسائل الإعلام الجزائرية تشعر بالورطة وتتهم جهات معادية بتحريفها.

وأنكرت وسائل الإعلام الجزائرية تصريحات الرئيس عبدالمجيد تبون بشأن إرسال الجيش إلى غزة، بعد أن أثارت موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي وتداولها الناشطون بكثافة بردود فعل متباينة بين المتحمس لاقتحام حدود غزة وبين المستنكر للدعاية الانتخابية والمتاجرة بالقضية وبين الساخر من التصريح غير المنطقي.

وانتشرت تصريحات تبون خلال تجمع انتخابي بمحافظة قسنطينة، في وسائل الإعلام العربية وجاء فيها، “نقسم ليكم بالله، لو يساعدونا ويحلو لينا الحدود بين مصر وغزة، عندنا ما نديرو”.

وقال الرئيس المترشح للرئاسيات المٌقررة في السابع من شهر سبتمبر القادم إن “الجيش الجزائري على أتم الاستعداد والجهوزية لدخول غزة لو كانت الحدود مفتوحة من أجل تشييد ثلاثة مستشفيات في ظرف 20 يوما، وبعث مئات الأطباء إلى القطاع، وكذلك المساعدة في إعادة بناء ما دُمّر من طرف الصهاينة”، مشددا على أن بلاده لن تتخلى عن فلسطين.

لكن التصريحات التي يبدو أنها أحرجت السلطة، دفعت صحيفة الخبر المقربة من النظام الجزائري إلى اتهام جهات “معادية” بتحريفها، وهو الاتهام الذي ينافيه ما تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي إذ أن البعض رحبوا بها وأشادوا بها، معتبرين أنها “بطولة غير مسبوقة”، وجاء في تعليق: “تصريحات غير مسبوقة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بشأن الأوضاع في غزة. اقسم بالله ان الجزائر جاهزة لإرسال الجيش إلى غزة لو ساعدونا في حدود مصر مع غزة”.

وهلل آخر قائلا: “الجزائر لازالت تنتظر فتح معبر رفح لإعطاء الأوامر لجنودها للتوجه حالا إلى غزة لبناء ثلات مستشفيات ميدانية في ظرف 20 يوماً لإغاثة المصابين قبل توجه الجنود البواسل لتحرير فلسطين من الصهاينة. لدا العرب كلهم يتوسلون مصر إلى القدوم على الخطوة للتخلص النهائى من اسرائيل،عاشت عمي تبون”.

لكن غالبية التعليقات التي تداولت التصريحات في مقطع فيديو موثق كان لها رأي آخر، ووصفت الكلام بـ”الشعبوية”، كما قوبل بالكثير من السخرية من الجزائريين أنفسهم، وقال أحد المعلقين: “تبون قالك نبعث مئات الاطباء لغزة، وهو مش عارف ان اغلبهم مهاجرين والباقي ناوي يهاجر لانعدام شروط العمل هنا في الجزائر. غير قوله نبني 3 مستشفيات في 20 يوم وحنا عندنا مستشفى واحد عندو 4 سنين مزال متبناش!!”.

وكتب آخر: “الجيش الجزائري غير قادر على بناء مستشفيات ميدانية للجزائريين أنفسهم. الولايات المتحدة تبرعت بمستشفى ميداني لمساعدة الجزائر في مكافحة كوفيد-19”.

وفي تعليق آخر، كتب أحدهم يقول : “يا جماعة الخير في الجزائر أبلغوا تبون أنه يمكنه استعمال البحر لنقل الجيش الجزائري لتحرير فلسطين . هو لا يحتاج لا مصر ولا الأردن”.

وكتب الكاتب والحقوقي الجزائري أنور مالك: “تبون يقول أن الجيش جاهز وينتظر فتح الحدود بين مصر وغزة للتدخل ..من يسمع هذا الكلام الانتخابي الذي لا قيمة له يعتقد أن التدخل هو عسكري لحماية الفلسطينيين وردع المحتلين ولكن الأمر ليس كذلك بل هو لبناء مستشفيات حرم منها الجزائريون أصلا..في كل العالم تجدون الجيوش للحرب إلا في الجزائر فجيشها لإطفاء الحرائق وفتح الطرقات عند تهاطل الثلوج ونقل المساعدات الإنسانية وبناء المستشفيات والذي هو من اختصاص حماية مدنية وجمعيات خيرية ومقاولات للبناء ..كلام هذا “الرئيس” الكذاب فضح الجزائر وأكد أنها مجرد دولة يحتلها جنرالات بلغوا منتهى الفساد والاستبداد وسيطروا على كل شيء وعبثوا بالبلاد والعباد لدرجة أن صار العسكر ينتظرون فتح الحدود لنقل البضائع..! بركاتك يا طهران ..هزلت والله”.

واستنكر آخر على بعض المثقفين أو الكتاب أن ينقادوا إلى التصريحات التي تأتي في سياق انتخابي، في حين تواصل السلطات الجزائرية منع المظاهرات والوقفات الاحتجاجية الداعمة لفلسطين، وكتب أحدهم: “لا يضيرني شخص مثل تبون يقول أي شيء ومعروف عنه الكذب الذي يعتبر هواية عنده يمارسها في كل وقت وحين، ولكن ما يضيرني هو أن يصدقه أشخاص من قبيل الدكتور الموريتاني محمد الشنقيطي الأستاذ الجامعي المتنور الذي درس في أمريكا ويعتبر أحد المحللين الأفذاذ الذين تعول عليهم قناة الجزيرة القطرية؛ فأن يُصدق مثل هذا الدكتور الباحث هلوساتِ رئيسٍ معروف عنه عدم مصداقيته في الحديث ورعونته الخطابية، وقبل هذا وذاك معروف عن نظامه السياسي الذي يمثله هو في الواجهة، استغلاله المقيت للقضية الفلسطينية، فهذا ما يجعل الرأي العام يزداد عزوفا ليس فقط عن كلام السياسيين والقادة الأفاقين، بل يعزفون ويولون الأدبار حتى عن الباحثين والمحللين المفروض فيهم تنوير الرأي العام بتحليلات موضوعية ومحايدة ونزيهة..”

وأضاف : “كان على السي الشنقيطي قبل تنويهه وإشادته بهذه الأكذوبة، أن يسأل نفسه أولا لماذا لا يسمح هذا النظام الجزائري لمواطنيه حتى بالتظاهر السلمي تضامنا مع الفلسطينيين! كما كان عليه فقط أن يتمهل قليلا ولا ينشر ما نشر مِن كلام عوام يسيء إليه قبل أن يسيء للقضية، ويرى ما إذا كان أي أحد من القادة الفلسطينيين ولاسيما الحمساويين قد رحب بكلام تبون هذا الأرعن، لأن لا أحد من الفلسطينيين تفاعل مع هذا الكلام الذي وحدُه سياقه الانتخابوي لن يصنفه إلا ضمن خانة البروباغاندا الرخصية، لسبب بسيط هو أن الفلسطينيين يعرفون حق المعرفة ماذا تمثل القضية الفلسطينية بالنسبة للنظام الجزائري وأمثاله من الأنظمة في المنطقة، والظرفية الحالية التي تمر بها فلسطين ليست مناسبة حتى لإبداء مجاملات منافقة وكاذبة !”

وتسببت هذه التعليقات في جعل الإعلام الجزائري يشعر بالورطة والحرج، ويبحث عن أي ذريعة لتبرير التصريحات أو نفيها، فقالت صحيفة “الخبر” في مقال بعنوان “تحريف خطير لتصريح تبون في قسنطينة”، إن “تصريحات الرئيس المترشح للرئاسيات، عبد المجيد تبون، حول استعداد الجزائر لإرسال مساعدات إنسانية وإغاثية في شكل مستشفيات ميدانية، لإسعاف ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكتوبر الماضي، تعرضت إلى تحريف مقصود. وزعم أصحاب هذا التحريف أن تبون أعلن إرسال قوات جزائرية إلى غزة، وهو كلام من وحي خيال أصحابه ولم يصدر عن المترشح تبون مطلقا”.

وأضافت الصحيفة “آخر هذه المحاولات الفاشلة، ما تعرضت له تصريحات المترشح للرئاسة، عبدالمجيد تبون، في قسنطينة العلماء والدين والثقافة والفنون، عندما طالت أقلام وأصابع الأيادي الآثمة للمساس بالعلاقات الجزائرية – المصرية، محرفة عبارات بأكملها عن سياقها، مرتكبة بذلك أكبر جريمة في حق شعبين شقيقين، الجزائري والمصري، في خطوة لبث السم في جسد العلاقات المتينة بينهما”.

وقد علق العديد من الناشطين المصريين مستنكرين إقحام بلادهم في الموضوع لغايات سياسية، وكتب مغرد يقول: “إنت بتتكلم جد يا حج تبون إلي عايز حاجة يقدر يعملها ميستناش مصر مصر مش فاضية للكلام ده وقالها زمان الله يرحمه مبارك بلاش كلام فاضي.”

ويقول متابعون، إن القضية الفلسطينية لها حضور وأهمية كبيرة لدى المواطن الجزائري ولها تأثير كبير على الناخب الجزائري الذي يهتم بالقضية مثل أيّ مواطن عربي، لذلك يبدو أن توقيت تصريحات تبون ومكانها له علاقة بتوظيف القضية الفلسطينية في العملية الانتخابية. ويضيف هؤلاء أن مطالبته مصر بفتح معبر رفح تنطوي على عدم دراية بالوضع في غزة، لأن مصر لم تغلق المعبر بل ترفض التعامل مع السلطات الإسرائيلية في إدارته.

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: