وداعا ياسين بوراس بالرحمة... عشت وفيا للكوديم وكان موتك الفجائي أكثر وفاء لمدينة مكناس.
وداعا ياسين بوراس بالرحمة... عشت وفيا للكوديم وكان موتك الفجائي أكثر وفاء لمدينة مكناس.
محسن الأكرمين.
اليوم تُليتْ على روحك الطاهرة سورة ياسين من القرآن الكريم يا ياسين بوراس، وأدعية تأبين ودعاء بالرحم، وبكاء حب مألوم بالوجع على فراقك. اليوم أَلْحقك الموتُ الفجائي بالوفاء والعهد مع رفاق ماتوا وفاء لشعار النادي وألوانه(المرحوم أنوار/ المرحوم أمين/ المرحوم الصوابي/ المرحوم سفيان رحمة الله عليهم جميعا).
يا ياسين بوراس برحمة الله عليك على فراقك.... والله بحق مدينة جمعاء تألمت بما أصابك جراء ذاك الحادث المميت بطريق أدروش باتجاه قصبة تادلة، حينها بكت مكناس على الموت الذي أصاب الرفاق الأربعة، وضمتك بلسان أدعية وصلوات خشوع طلبا للشفاء والتعافي. مدينة زاد ألمها عُمقا وبكاء على روحك الطاهرة السمحة يا ياسين بوراس (رحمك الله)، وتم استحضار المواجع والذكريات السابقة، والموت الجماعي في تلك الحادثة لمحبي الكوديم الأوفياء...
بقيت بحق الله بيننا كآخر أنبياء حمام السلام في نادي الكوديم لكرة القدم العريق... بقيت تُماثل هرم النجمة الخماسية الشامخ بيننا، وتزين أدراج ملاعب ولعب الكوديم... ولكن الموت زار روحك ليلتها مثل البرق الخاطف... وأسلمت الروح بأمن وأمان لربك... ولبيت نداء العلي القدير.
ابتسامة طيعة كانت لا تفارق ملمحك يا ياسين (رحمك الله) بالنبل والأخلاق لابن الشعب العشق للكوديم من حي أكدال والقصبة الشامخة. رأيت حلمك العاشق يتحقق بعودة الكوديم لقسم الصفوة الأول، وأنت تعانق الفرحة مع الجماهير المكناسية أين ما حلت الكوديم وارتحلت... كان فرحك أوفر والكوديم تُمطر شباك الدفاع الحسني الجديدي بأهداف من العالمية بما كان، في آخر حضور لك بملعب الحسن الثاني بفاس... وكأنك تودع الملاعب الكروية...
ليلة تلك الجمعة الأخير، كان فرحك أزكى عُمر، وأنت تحتفل بالنتيجة مع كل عشاق النادي... ناديتني عند باب الملعب يا ياسين (رحمة الله عليك)، والفرحة تنط من كلماتك الطيعة: عمّي محسن، واش دَابَا الكوديم ستلعب (الباراج) أم غيرت رأيك وتخميناتك؟ قلت لك لا... لن تلعب الكوديم (الباراج) ياسين، اليوم أفرحتنا النتيجة... ابتسمت ابتسامتك المعهودة، وقلت: كل التكهنات التخوفية مع الكوديم لا تكون صادقة !!! وبعدها ودعتك وداعا في أمان الله.
كان آخر لقاء لي بالمرحوم ياسين بوراس (رحمه الله)، اليوم صورتك في ذاك اللقاء الأخير لازالت عالقة بعيني، وهي تدمع دمعات وفيرة لفراقك... وتزيدني ألما على ألم الماضي الذي لن يفر من الذاكرة بعدا باستحضار المواجع، لكن لله ما أعطى ولله ما أخذ...
هي الموت المصيبة التي تفتك بالجميع على السواء ... هي الموت التي تدبر بالختام نهاية الألم والوجع، وتلغي التمييز ... فحبك يا ياسين بوراس والله "مثل الموت والولادة ...صعب أن يعاد مرتين"... رحمك الله عليك يا ياسين بوراس... وكل الصبر والسلوان لأسرتك القريبة والصغيرة، ولكل عاشقي الكوديم التاريخي...