غضب في مكناس.. أولتراس “الريدمان” تندد بإقصاء الكوديم وتطالب بالعدالة الرياضية والاجتماعية
غضب في مكناس.. أولتراس “الريدمان” تندد بإقصاء الكوديم وتطالب بالعدالة الرياضية والاجتماعية
أصدرت أولتراس “الريدمان”، الفصيل المساند لنادي النادي المكناسي “الكوديم”،
بلاغًا شديد اللهجة عبر صفحتها الرسمية أعربت فيه عن استيائها العارم من الإقصاء
المرير للفريق، مشيرة إلى أن الأمر يتجاوز حدود المستطيل الأخضر ليصبح قضية تمس
المدينة ككل، وتكشف عن أوجه الفساد والتهميش الذي تعاني منه مكناس.
في بيانها، وصفت الأولتراس الإقصاء الأخير بـ”النكسة”، معتبرة أن نادي الكوديم
ليس مجرد فريق يصارع من أجل الصعود، بل رمز لمكانة مكناس وتاريخها العريق. وجاء في
البلاغ: “إن شعب الكوديم لم يُحارب كل تلك السنوات المظلمة من أجل هذه
النتائج، فإن كان الطموح صعود الأقسام، فمساعينا ركبت مصعد التتويج باللقب الأول
ثم المئة. فالقضية أكبر من مسألة كرة قدم، هي مشعل المكانة الحقيقية لمدينتنا.”
الرسالة واضحة: الجماهير المكناسية لن تقبل بأن يبقى الفريق رهينة التخبط، وأن
الإقصاء ليس مجرد هزيمة رياضية، بل انعكاس لحالة من التهميش العام الذي تعانيه
المدينة في مختلف المجالات، سواء الرياضية أو التنموية.
لم يتوقف البلاغ عند انتقاد الوضع الرياضي، بل تطرق إلى ما وصفه بـ”الاعتقالات
التعسفية” التي طالت عددًا من أنصار الفريق . واتهم البيان السلطات بارتكاب
تجاوزات قانونية، حيث جاء فيه: “اعتقالات دون إثبات وقضية محضر تكفلت
سيقان التعسف فيها بالإمضاء، تلفيق للتهم واحتجاز تحت عنوان ‘أكباش فداء’.”
وطالبت المجموعة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، معتبرة أن هذه الاعتقالات
تعكس سياسة تكميم الأفواه بدل معالجة الأسباب الحقيقية للاحتقان الجماهيري.
البلاغ لم يكن مجرد رسالة احتجاجية على الإقصاء، بل حمل في طياته صرخة شبابية
ضد الوضع العام في المدينة، حيث استنكر ما وصفه بـ”التنمية المتكاسلة” والتهميش
الذي يطال شباب مكناس. “فكيف للمكناسي أن يرضى بواقع التقلبات؟ فأرضه ثروة
نهبتها التخاذلات.”
وفي هذا السياق، دعا الفصيل كافة أبناء المدينة إلى الوعي بأهمية دورهم في
التغيير، وعدم الانجرار وراء العنف أو الانحراف، معتبرًا أن الحل يكمن في التمسك
بالقيم النبيلة والنضال السلمي من أجل مدينة تستحق الأفضل.
اختتم البيان برسالة قوية موجهة إلى كل المسؤولين عن الشأن الرياضي في مكناس،
من المكتب المسير للنادي إلى السلطات المحلية، مؤكدًا أن الجماهير لن تتنازل عن
حقها في رؤية فريقها في القمم، ولن تقبل أن يبقى الكوديم أسير العشوائية وسوء
التدبير. “لن ننسى أبدًا هذا الإقصاء ولن تشفي جراحنا سوى عبارة ‘الكوديم
بطل دائم’.”
بلاغ أولتراس “الريدمان” يعكس حالة الاحتقان التي تعيشها الجماهير المكناسية،
ليس فقط بسبب الإقصاء الرياضي، ولكن أيضًا بسبب ما تعتبره “تهميشًا ممنهجًا”
للمدينة على مختلف المستويات. وبينما يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل الكوديم،
يبقى الأكيد أن جماهيره لن تتوقف عن المطالبة بحقها في فريق قوي يعكس عراقة مكناس
ومكانتها الحقيقية



