نجاح الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب من نجاحات مدينة مكناس.
نجاح الملتقى الدولي الفلاحي بالمغرب من نجاحات مدينة مكناس.
متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
بعيدا عن الإجحاف الاعلامي الذي تُعاني منه مدينة مكناس الشامخة، تعرف الدورة (17) من الملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب نجاحات متكاملة ومتناسقة، وذلك من حيث التحضير والعرض والإشراف العام. قد لا نصطدم مع كل الردود العنيفة الممكنة، والتي تلت الخرجة غير المحسوبة (لرضوان الرمضاني)، ومن معه في مثلث برنامج (غرفة الفار)، ولكنا نؤمن بصدق أن مكناس أرض طاهرة، ولن تدنسها زوائد اللغو مهما كانت نياتها السبقية والمستقبلية، ومن أي كان مصدر التشبيه البئيس.
ننتقد مدينتنا برفق في التسيير والتدبير، وفي غياب مظلة الدولة المحتضنة للمشاريع الكبرى (نموذج أكادير وغيرها من مدن شمال المملكة). ننتقد بالإيجاب فقط، ونريد سياسة التغيير، لا التنكيس السلبي لتاريخ مدينة. نريد تنشئة الحكامة والتنمية، لا الاصطدام الجارح، وخلخلة السلم الاجتماعي !!! لا علينا، فالملتقى الفلاحي يَعرف نجاحات متزايدة أحب من أحب، وكره من كره !!! يعرف تمسك ساكنة مكناس به بالنواجد على اعتباره من الهبات المولوية السامية والحصرية بمدينة السلاطين.
قد تكون الدورة (17) قد حققت مرحلة الرشد المبكر في التنظيم والتسيير، وهندسة مقاطع الملتقى ككل برزانة ورؤية سديدة. نعم، نجحت الدورة (17) ونُجمع القول بالتعميم. نعترف بأن التنظيم الخارجي كان في أتم الدقة والاحترافية، فقد تزينت المدينة حتى ولو بالقسط الأدنى من (ماكياج) الطرقات والمدارات، ولكنها بحق باتت بهية وفاتنة وأنيقة (حبذا لو تم الاشتغال على المجال البيئي والطرقي بالمدينة بمثل أيام الملتقى) وهذه الدعوة صريحة نحو مجالس المدينة الجماعية عامة.
تنظيم دقيق، وخططأمنية استراتيجية جعلت من الولوج نحو أقطاب الملتقى الفلاحي ميسرة وسلسة، وجعلت من أمن رواد الملتقى بالتنوع أولوية قصوى. فالأمن وبتظافر جميع التلوينات (الدرك الملكي / القوات المساعدة/ رجال الوقاية المدنية...) كان لهم الفضل في تيسير السيولة الطرقية، وتنظيم الولوج وتحقيق الأمن، وبلا ارتباك مهما كان الضغط ووقت ذروة التوافد والخروج. فتحية سبقيةلكل التلوينات الأمنية، وكذا لأطر إدارة السلطات الترابية. تحية لعامل المدينة الذي كان حاضرا متتبعا لكل محطات الملتقى الفلاحي. تحية صادقة لمجلس جماعة مكناس على المواكبة والمصاحبة اللصيقة لكل التحضيرات لما يناهز (3أشهر).
فحين سألت عن الولوج للعموم، كانت غالبية الإجابات بأن اليسر والتيسير في الولوج كان حاضرا.كان النظام والتنسيق بين كل من يشرف على عمليات الولوج والتدقيق في قمة المساعدة. كان الاحترام للزائر وتبسيط الولوجيات حتى لذوي الاحتياجات الخاصة. هنا نقول: بأن نجاحات الملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب، من نجاحات مدينة برمتها. من نجاحات الاستقطاب الاستثماري والاقتصادي والسياحي. من نجاحات سياسة مدينة متضامنة لأجل تسويق اسم مكناس على الصعيد القاري والعالمي.
مكناس مدينة الملتقى الفلاحي الدولي بالمغرب، وقد شرفها صاحب الجلالة به على عدة اعتبارات تاريخية ومجالية. لذا لا بد من النهوض برؤية التطوير والتجديد لأقطاب الملتقى الفلاحي عموما. لا بد من التفكير في بنايات قارة للملتقى الفلاحي،تقلل من جُهد وأيام الإنشاء والتحييد.لا بد من هندسة جديدة تجعل أمر تدبير الملتقى الفلاحي في يد وكالة مستقلة واستثمارية في نفس الوقت. لا بد من كسب رهانات تطوير بنيات المدينة التحتية بشكل متجدد، ما دامت المدينة قد تم إغفالها من حركية التنمية في تنظيم كأس العالم (2030). نعم، التاريخ يعرف مدينة مكناس بتشبيهها بطائر الفنيق الذي يستنهض همم مدينة من الأصالة، ومن مقومات ذات علامات حضارية وإنسانية.













