مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
قراءة في الخطاب الذي تبناه التلفزيون العمومي الجزائري في مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة
مغرب المواطنة2025-05-04 14:46:22
للمشاركة:

قراءة في الخطاب الذي تبناه التلفزيون العمومي الجزائري في مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة

قراءة في الخطاب الذي تبناه التلفزيون العمومي الجزائري في مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة

●بقلم الدبلوماسي الموريتاني محمد يسلم بيسط:

الخطاب الذي تبناه التلفزيون العمومي الجزائري مؤخرا في مهاجمته لدولة الإمارات العربية المتحدة يحمل دلالات نفسية عميقة تكشف عن حالة من الانفعال الدفاعي المرضي والارتباك الهوياتي في مواجهة تحولات الواقع الإقليمي.
ويمكن تحليل هذا الخطاب نفسيًا على النحو التالي:

1. *الإسقاط النفسي*: (Projection)

حين يُتهم الآخر بما يخشاه أو يعانيه الشخص أو النظام نفسيًا. فالتلفزيون يتحدث عن:

• “دويلة مصطنعة”
• “كيانات هجينة تفتقر للجذور والسيادة”

بينما في العمق، هذه الصفات يمكن أن تعكس مخاوف النظام الجزائري نفسه من هشاشة شرعيته الحالية، وضعف سيادته الداخلية أمام انفجار اجتماعي محتمل، وعزله الخارجي، وفشله في تكوين هوية وطنية جامعة بعد الاستقلال.

2. *عقدة النقص التاريخي*: (Complexe d’infériorité historique)

الخطاب يُكثر من الحديث عن “تاريخ مقاوم”، و”ثوابت عريقة”، في مقابل محاولة تحقير الآخر (الإمارات).

هذا التمادي في استحضار الماضي قد يكون نتيجة شعور لاواعي بأن الحاضر فقير مقارنة بالماضي، وأن النظام لم يستطع بناء دولة حديثة ذات إشعاع وتأثير، رغم ما تدعيه من تاريخ نضالي.

3. *الميكانيزم الدفاعي بالتضخيم*: (Aggrandissement défensif)

وهو تضخيم الذات والتاريخ والأساطير الوطنية بشكل مبالغ فيه، كرد فعل نفسي على الإحساس بالتهديد أو الدونية أمام الآخر الأكثر نجاحًا أو نفوذًا (الإمارات، في هذه الحالة).
يظهر ذلك في:

• “الجزائر ذات التاريخ المقاوم”
• “الثوابت العريقة”
• “الشعب الجزائري العميق”

هذا التضخيم يعوّض الفشل في تقديم منجزات حقيقية ومعاصرة، ويمنح المخاطَب شعورًا زائفًا بالتفوق.

4. *ردة فعل قلق وجودي*: (Anxiété identitaire)

الحديث عن “استهداف للهوية والوحدة والأصول” يوحي بأن النظام يعاني من قلق داخلي عميق تجاه تماسك الهوية الوطنية، وربما يُدرك أن هذا التماسك هش أمام الانقسامات الجهوية، والتعبيرات الأمازيغية، والغضب الاجتماعي، فيُسقط هذا القلق على الإمارات كـ”عدو خارجي”.

5. *خطاب الحصار والتآمر*: (Paranoïa politique)

وهو أسلوب كلاسيكي في الأنظمة التسلطية: اختلاق عدو خارجي لتبرير الصرامة الداخلية وتوحيد الجبهة خلف السلطة، عبر ترسيخ وهم “استهداف الجزائر”، لتبرير القمع أو الفشل الاقتصادي والاجتماعي.

*خلاصة نفسية:*

الخطاب يعكس شخصية نظامية قلقة، تحاول عبر العدوان اللفظي تغطية شعور داخلي بالدونية، وتستعمل لغة متشنجة للدفاع عن هوية لم تعد واثقة من صلابتها، أمام عالم عربي يتغير سريعًا وهي لا تمتلك مفاتيحه.

قراءة في الخطاب الذي تبناه التلفزيون العمومي الجزائري في مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: