فاس تحتضن الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية
فاس تحتضن الدورة الثامنة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية
ويشارك في المهرجان، الذي يُعد أحد أبرز المواعيد الثقافية والروحية على الأجندة الدولية، نحو 200 فنان قادمين من 15 دولة مختلفة، من بينها تركيا، وفرنسا، وإسبانيا، وسويسرا، وسلطنة عمان، بالإضافة إلى تمثيل وازن لدول إفريقية كبرى مثل السنغال، والكوت ديفوار، وغانا، وبوروندي، والطوغو، وفق ما أعلنت عنه الجهة المنظمة.
ويحمل شعار "انبعاثات" في طياته دلالات عميقة تتناغم مع المكانة التاريخية والروحية للمملكة المغربية عموماً ومدينة فاس على وجه الخصوص، التي لطالما شكلت منارة للتجديد الثقافي والفني والروحي، كما يجسد الشعار استمرارية روح المهرجان نفسه، الذي ظل على مدى 28 عاماً منبراً لنشر قيم التعايش والتسامح والإشعاع الحضاري من قلب مدينة فاس.
وفي هذا السياق، أكد عبد الرفيع زويتن، رئيس مؤسسة روح فاس، أن اختيار موضوع الدورة ينسجم مع جوهر مدينة فاس "المدينة المنفتحة وملتقى الحضارات، والتي لا تكف عن التجديد والانبعاث"، وأضاف السيد زويتن أن فاس لعبت دوراً محورياً في حركات التجديد الثقافي والديني عبر تاريخها، مما أثر إيجاباً على التبادل والتلاقح بين الحضارات المتوسطية والإفريقية.
وتعد هذه الدورة بتجربة فنية وروحية غنية، حيث تشهد مشاركة فنانين من بلدان متنوعة. ومن أبرز محطات المهرجان الحفل الافتتاحي المرتقب، الذي سيقدم إبداعاً سينوغرافياً وموسيقياً متميزاً، مصمماً ليأخذ الجمهور في رحلة عبر عوالم وحضارات مختلفة، مستكشفاً أغوار حياة وثقافات شعوب متنوعة.
أما اختيار إيطاليا كضيف شرف فلم يأتِ من فراغ، بل ليبرز الدور التاريخي الهام الذي لعبه هذا البلد في عصر النهضة الأوروبية (بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر)، والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ القارة العجوز وغيرت مساره. وفي لفتة رمزية، ستكون مدينة فلورنسا، رمز عصر النهضة والشقيقة المتفردة لفاس بتوأمة عالمية هي الأقدم من نوعها، محط الأنظار خلال هذه الدورة. تشكل المدينتان، فاس وفلورنسا، ببعدهما الفني والروحي، تجسيداً للجسر الحضاري الذي أقامه "التحرك العالمي من أجل المتوسط" بين مختلف الثقافات والعصور.
يُذكر أن الدورة 28 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية تعد بموعد استثنائي يمزج بين عراقة التراث وغنى التجديد، ويواصل دوره كمنصة عالمية للحوار الثقافي والروحي.


