موازين 2025.. الفرنسي سليمان والمكسيكية ليلا داونز يمتعان الجمهور بأمسية استثنائية

الرباط – أمتع الفنان الفرنسي سليمان والمغنية المكسيكية ليلا داونز، اللذين طال انتظار حفلهما من قبل معجبيهما، أمس الأربعاء بمسرح محمد الخامس بالرباط، بأمسية موسيقية استثنائية في إطار فعاليات الدورة العشرين لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم”.

وتمكن الفنان سليمان الذي حظي بتصفيق حار من الجمهور بمجرد صعوده إلى خشبة المسرح، من أسر القلوب وإشعال الأحاسيس بأدائه المؤثر لأغنية “Hymne à l’amour”، التي أداها بشحنة عاطفية بالغة.

وقدم سليمان الذي يحيي حفلا له لأول مرة في المغرب، باقة من أغانيه الشهيرة التي علقت بذاكرة العشاق، ومن بينها “À fleur de toi”، و”XY”، و”Viens on s’aime”، و”Je te donne”، و”Avant toi”، وازاها تفاعل قوي من جانب الجمهور الذي ردد معه كلمات الأغاني التي يحفظها عن ظهر قلب، في مشهد وحد الحناجر والقلوب تحت مظلة الحب والموسيقى.

وبلغ الحفل ذروته حين أدى الفنان صاحب الصوت القوي واللحن العذب، أغنيتي “Ça va ça vient” و”Tourner la tête”، اللتين أضفيتا أجواء بهيجة على مسرح محمد الخامس، لبى معها الحضور نداء الموسيقى، فقاموا للرقص على أنغام الألحان الساحرة، محولين بذلك الفضاء إلى مسرح للاحتفال الجماعي والفرح المشترك.

وكانت ذروة العرض الأداء الباهر لسليمان لمجموعة من الأغاني الناجحة التي حققت صدى واسعا، ومن بينها “Je suis malade”، و”Résister”، و”Milliers de je t’aime”، سافر من خلالها بالحضور من جميع الأعمار في رحلة حسية غنية، حيث تم الاحتفاء بقيم السلام والتعايش والأخوة في أبهى صورها.

وللحفاظ على هذا الجو المميز وإسعاد جمهوره أكثر، لم يتوان سليمان عن إثراء عرضه بتفاعلات متكررة وتواصل حي مع الجمهور المتلهف، الذي كان ينتظر هذه اللحظات بفارغ الصبر.

ولم يفوت الفنان الفرنسي الفرصة للتعبير عن حبه العميق للمغرب، مؤكدا فخره الكبير بالمشاركة في أحد أكبر المهرجانات الدولية.

وفي ختام أدائه الذي نال إعجاب الجميع، اختتم الفنان عرضه بأغنية “Mon amour”، إحدى أشهر أغانيه، حيث امتزجت ألحانها مع تصفيق الجمهور المنتظم، ليجسد بذلك سحر الموسيقى وتناسق الإيقاعات في مشهد فني أخاذ.

من جهتها، أبهرت الفنانة المكسيكية ليلا داونز جمهور المهرجان الذي توافد للاستمتاع بروعة الألحان، من خلال عرض ساحر مزجت فيه ببراعة بين النغمات العذبة والإيقاعات الحيوية.

وفي أول ظهور لها على خشبة المسرح بالمغرب، قدمت الفنانة ذات الصوت الفريد باقة من أشهر أعمالها، ومن بينها “La Martiniana”، و”Tortolita”، و”Dos Corazones”، و”Clandestino”، حيث جمعت بين التمكن الفني والحضور المسرحي الآسر، ناقلة الجمهور في رحلة موسيقية إلى أعماق المكسيك.

وبطاقة أدائية مفعمة بالحيوية وناقلة لعدوى الجمال، نجحت الحائزة على جائزة “غرامي” في إلهاب أجواء المسرح من خلال أداء أصيل لأغنياتها التي تمزج بين أنماط موسيقية متنوعة تتوزع من الرانتشيرا والكوريدو المكسيكي، إلى البوليرو، والجاز، والهيب هوب، والكمبيا، وصولا إلى الفولكلور الشمالي الأمريكي، في عرض مبهر لقي تفاعلا كبيرا وتصفيقا حارا من الحاضرين.

وتعد ليلا داونز، المولودة في مدينة تلاكساكو، واحدة من أبرز الفنانات في الساحة الموسيقية اللاتينية، حيث تغني بالإسبانية والإنجليزية، فضلا عن لغات السكان الأصليين، ما يجعلها اليوم من أكثر الفنانين طلبا وتأثيرا في القارة الأمريكية.

أما سليمان، فيعد واحدا من أبرز الأصوات على الساحة الفرانكفونية المعاصرة إذ سطع نجمه سنة 2016 بعد فوزه في برنامج “ذا فويس” (The Voice)، لينطلق بعدها في مسيرة فنية ناجحة حقق خلالها شهرة واسعة منذ ألبومه الأول À bout de rêves، الذي حاز على شهادة الأسطوانة البلاتينية.

وواصل سليمان تألقه من خلال جولات فنية نفدت تذاكرها بالكامل، تاركا بصمة قوية لدى الجمهور بفضل قوة أدائه وصدق كلماته، التي تعكس عمقا إنسانيا وتجربة فنية مميزة.

وتتواصل الدورة العشرون لمهرجان “موازين – إيقاعات العالم” إلى غاية 28 يونيو الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تقترح الدورة برنامجا غنيا يلبي كافة الأذواق، ويجمع أبرز النجوم العرب والعالميين، ما يجعل مدينتي الرباط وسلا مسرحا للقاءات استثنائية بين الجمهور ومشاهير الفنانين.