زكرياء مضيان.. ابن حزب الاستقلال الذي تدرّج بخطى ثابتة في هياكله

يُعد زكرياء مضيان نموذجًا لقيادات سياسية شابة تشبعت منذ الصغر بمبادئ الحزب وتكوّنت داخل هياكله الموازية، حيث لم يكن انخراطه في العمل السياسي وليد صدفة أو ظرفية، بل نتيجة مسار طويل من الالتزام الحزبي والعمل الميداني المنظم.

ولد مضيان في بيت استقلالي بامتياز، فكان منذ نعومة أظافره قريبًا من العمل السياسي والاجتماعي، بداية من انخراطه المبكر في الكشاف المغربي، أحد أبرز التنظيمات التربوية المرتبطة بالحزب، قبل أن ينتقل إلى الشبيبة المدرسية، حيث أبان عن قدرات قيادية وشغف كبير بالتأطير والتنظيم. وأيضا هو عضو المجلس الوطني للخزب لولايتين

هذا المسار التصاعدي مكنه من نيل ثقة رفاقه ليصبح لاحقًا عضوًا في اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية، وهي محطة مفصلية أتاحت له الانخراط بشكل أعمق في دينامية الحزب الوطنية، والمساهمة في النقاشات الكبرى التي تهم الشباب والسياسات العمومية.

لم يتوقف طموحه عند التنظيمات الشبابية، بل واصل مسيرته في التمثيل المحلي، حيث انتُخب عضوًا في المجلس الجماعي، وهو موقع مكنه من ترجمة قناعاته على أرض الواقع، والانفتاح على قضايا الساكنة واحتياجاتها التنموية.

من هذا المنطلق، يرى كثيرون أن زكرياء مضيان لا يُمثل فقط امتدادًا عائليًا داخل حزب الاستقلال، بل يُجسد نموذجًا للمناضل الذي شق طريقه بالتدرج والنضال والعمل المستمر، ما يجعله، في نظر المتابعين، مؤهلًا بجدارة لتحمل مسؤوليات تنظيمية أو تمثيلية أكبر داخل الحزب أو في المؤسسات المنتخبة.

ورغم أن المشهد السياسي يعج بأسماء تُفرض من خارج الإطار الحزبي، فإن حالة مضيان تدفع إلى إعادة النقاش حول أهمية "الوفاء الحزبي" و"التمرس الميداني" كمعيار للاستحقاق، خصوصًا في ظل أزمة النخب التي يعرفها المشهد الحزبي الوطني.

خاتمة

زكرياء مضيان ليس فقط ابن الحزب من حيث الانتماء الأسري، بل هو أحد أبنائه من حيث البناء التنظيمي، ويظل نموذجًا يُراهن عليه كصوت شبابي قادر على التجديد من الداخل، وصناعة تأثير إيجابي في محيطه المحلي والوطني