ريم السيد : امرأة احتضنتها المنافي.
ريم السيد : امرأة احتضنتها المنافي.
كتبت اسمها بمداد من شعر، بمداد من فخر، بمداد من صبر، بمداد بطعم المنفى .
لا تستعير ما غناه أسلافها، لكنها تقول باكتب اسمك يا بلادي ع الشمس اللي ما بتغيب .
فالشموس والأقمار
على هواها تميل
ما بين شرق وغرب .
و عدت ووعد الحرة دين عليها.
وعدت بأن تكتب اسم الشام على نوى التمر، حتى إذا ما تفتحت واحات النخيل هنا وهناك دندنت الجذور .
ووعدت أن تكتب اسم الشام على ريش العصافير، فالشام منبتها. الشام قبلتها. الشام معبدها. الشام مرقدها الأخير .
قالت الشامية :
يغني الشام
فكلوا وتذوقو
عذوبة اللفظ...
الشام ابنة الشمس
سليلة العز
إلهة الحرف
اكتبوا اسمها بماء ذهبي فردوسي
في صحائف المجد .
الشام بالنسبة لها حرز تدسه في الحنايا وتورثه لأبنائها .
الشام اسم أبجدية أبدية منقوشة على أسفار روحها .
الشامية تدعونا أن نردد اسم حبيبتها الشام الشام مثنى وثلاث ورباع حتى نثمل من فرط الوجد .
هذه المرأة المثخنة عشقا والمثخنة جراحا، وإن كانت شامها هويتها، فإنها باريسية العطر والخيمة، وما الخيمة الا منفى جميل الى أن تقول الأقدار حان وقت العودة إلى الديار .
ابنة لوقيانوس وإن كانت الشام منبت هويتها، فهي دائما تعلن أن تلك الهوية هي أوسع وشجرتها جذورا وفروعا تمتد من دجلة الى أبي رقراق ليس بعيدا عن حي أگدال بالرباط وتسميه أغدال .
الرباط هواها وطنجة مركبها، هي لا تكاد تقضي أياما بأگدال حتى تشد الرحال إلى الحافة مقهى محمد شكري كي تأخذ منه بركة الأدب وطيبوبة النفس وحياة التنقل والتجوال .
تقول الشامية :
أسيدي
كل مرة .. وعدتني أن تصطحبني معك الى العالية طنجة لنحتسي .. معا أتاي بالنعناع في " الحافة " فإذا بوعودك .. ومواعيدك تغرب وتستقر في بطون حيتان المحيط ..
مد عرفتك وأنا أمارس طقوس الحافة من تهاو .. وتساو .. وانحدار ..
من انتظار ووجع وانتحار ..
من فرح بولادة ..
فبين كل حرف وحرف تستكين أو تسكن .. حافة .
وبين كل قصيدة وقصيدة تسن أو تقلم حافة .
وبين الشفة والشفة .. حافة .
وقبل القبلة وبعدها تمتد حواف ...
فمن مقام الوصل الأخير الذي مازال حتى اللحظة يهز كياني كنا كصخرتين .. وبعده صرنا حافة بروح وإن لم ترض .. فبروحين .
الله الله عليها من شامية/مغربية تعشق المغرب والمغاربة .
هذه السيدة أصبحت تدمن المغرب بمدنه وقراه، وتعرف لهجاته من الشمال الى الوسط الى الجنوب بما لا يستطيعه كثير من المغاربة ( سيري الله بنجيك من حسد لمسيميمات هههههه) .
الأستاذة ريم امرأة مكافحة وطيبة وخدومة وكريمة. تندمج في كل الأوساط بسهولة ويسر، امرأة تواصل بامتياز، أينما مرت تترك أثرا طيبا وتنسج علاقات جميلة يكون لها ما بعدها، فهي سفيرة دائمة لدى الأمم .
هذه المرأة التي جالت العديد من البلدان والبلدات والتي تعلمت الكثير من اللهجات واللغات واطلعت على العديد من العادات والتقاليد هي امرأة تؤمن بالتعددية والاختلاف والحوار كحل لكل الاختلافات .
تكره الحروب وتحب الحب، وتحب السلام وتتعامل دائما بإيجابية أينما حلت وارتحلت - وهي كثيرة الترحال ـ دائما حاضرة ودائما محبوبة .
الأستاذة ريم السيد شاعرة ومترجمة سورية .
من مواليد سوريا .
حائزة على دپلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة سوريا .
دبلوم الدراسات المعمقة من جامعة باريس .
ماجستير في القانون والتقنيات العقارية من المدرسة العليا بباريس .
ترجمت أعمالها الى العديد من اللغات .
شاركت في العديد من التظاهرات الثقافية الدولية في العديد من البلدان وكرمت في أكثر من محفل .
تعمل حاليا في مجالات الأدب والترجمة وتدريس اللغة العربية .
شكرا لك أستاذة ريم على كل مشاركاتك الجميلة أمس. وشكرا لك اليوم على مشاركتك في الدورة الثالثة لمهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي الذي احتضنه بالمغرب المركز المغربي للثقافة والإبداع بشراكة مع مؤسسة الجميع للثقافة والفنون من العراق .
أختي العزيزة، كان علي أن أحببك في الحافة، وإذا بك أنت من يحببني فيها أكثر .
ممنون لك .








