مهرجان الفنون الحضرية، عقدان من التوَهُّج والنجاح لايزالُ مستمراً

زايد الرفاعي / باحث في الخطاب الإعلامي

لا نبالغ حينما نصفُ مدينةَ مكناس بنواة الفعاليات الثقافية، وعاصمة الإشعاع الثقافي، ففي حوالي شهرين شهدت الحاضرة الإسماعيلية تنظيم محكم لمهرجان وليلي، ثم مهرجان عيساوة، تَلَتْهُما فعاليات ناجحة احتفاءً بموسم الولي الصالح الهادي بن عيسى المعروف بالشيخ الكامل، وقبلها مهرجانات بمواصفات دولية في المسرح والدراما، وتتويجا لهذا التلاقح الثقافي تشهد مدينة مكناس هذا الأسبوع برنامجا نوعيا ضمن فعاليات مهرجان الفنون الحضرية.

وحفاظا على توهُّجِها، تستمر جمعية أمل شباب المغرب للرقص الحضري الحر، في الحفاظ على صناعة الحدث، حيث تحتفي هذه السنة بمرور عشرين عامًا على إشعاع الثقافة الحضرية بالمغرب وخارجه.

هذا المهرجان الذي بنى أولى لبناته سنة 2005 بمبادرة محلية، يواصل اليوم مسيرته بخطى ثابتة ومتوهجة، ليصبح اليوم حدثا مركزيا بارزًا يجمع كوكتيلا فنيا من محترفي وعشاق الراب والغرافيتي والرياضات الحضرية من مناطق عالمية مختلفة.

وخلال تصريح مقتضب لجريدة مغرب المواطنة قال أمين والكريم، إنه "على مدى عقدان، استطاع المهرجان أن يثبت كون الثقافة الحضرية لغة كونية قادرة بكل سلاسة انسيابية على خلق أواصر التلاقح بين الأجيال وبناء جسور بين الثقافات. مؤكدا على أن الدورة من أهدافها الأساسية، الانفتاح الإيجابي على الشباب اعترافا بدورهم المحوري في التعبير الفني".

كما أفصحت إدارة المهرجان على المعاهد والساحات والمنصات الكبرى بالمدينة التي ستحتضن العروض الموسيقية الإبداعية من بينها: المعهد الفرنسي بمكناس، مسرح الفقيه محمد المنوني، ساحة آكورا، ساحة الهديم، صهريج السواني، منتزه باب بوعماير، حديقة لحبول وغيرها من الفضاءات المشهورة بالحاضرة الإسماعيلية.

مِما يوحي عل أن فعاليات المهرجان سيكون برنامجها متنوعا وحافِلا، خاصة أنه سيتضمن هذه الدورة

مسابقات في الرقص الحضري وفنون الشارع، إضافة إلى ورشات تكوينية لفائدة الشباب، وفقرة خاصة بلقاء تفاعلي يشرف عليها فنانون مغاربة ودوليون. إلى جانب إدماج فنون أخرى مثل: الغرافيتي، رياضة الشارع، موسيقى الراب، البيتبوكس.

فضلا عن مسابقات دولية: في مختلف أصناف الرقص الحضري الحر (البريكدانص والهيب هوب).

كما تعرف هذه الدورة فن المتعة البصرية من خلال إنجاز جداريات ضخمة تُعنى بثقافة المدينة.

من جهتهم خبراء وحكام محليون ودوليون، بمساعدة شباب ومؤطرين في الفن والرياضة يشاركون في موكب فني سينطلق من حديقة كورنيط متجها إلى المعهد الفرنسي، موازاة مع الإشراف على قافلة سوسيو-ثقافية ورياضية تجوب عدة مدن بالجهة منها: تازة، أزرو، ومولاي إدريس زرهون.

ولعلّ نجاح مهرجان الفنون الحضرية الذي وصل إلى نسخته العشرون، يعود أساسا إلى تظافر جهود جمعية أمل شباب المغرب وإلى رجاحة فكر وتصور رئيسها كريم واكريم الذي رفع معية فريقه شعار "موهبتي مواطنتي" دون إغفال الدور الأساس في نهج سياسة الانفتاح على الشباب الخبراء، وعلى الشركاء المحليين والوطنيين والدوليين.

ختاما؛ هكذا وبفضل هذه الفعاليات المسؤولة والسامقة، والبرامج الجادة واللائقة، تبقى مدينة مكناس عروس الحواضر الثقافية، ونواة المهرجانات الإشعاعية، وعاصمة الفنون الأصيلة والمُعاصرة.