نعيمة قصباوي : مكناسية تعشق مايات الأطلس.

تداعب القلم، تدوزن الحروف. فهي حبيبة فن القول وابنة الروح .

شبت في سايس وشب حرفها مع مايا الأطلس، كيف لا وشجرة الأرز تظللها وناي الفلاح يطربها .

الناس يلوذون بالصمت أو بالكلام، أما هي فصمتها حرف، وحرفها لحن، ولحنها معنى.

طريقها ذهب وفطنة، وظلها يغفو على ماية أفردت مزاجها للريح .

زيانية بالحب والناي والمايات .

خجلها ينساب لحنا شعريا دافقا .

لون حرفها ليس بياضا، بل معنى ورمز وحب وموقف .

عود شعرها يانع يافع، وألوان حروفها زاهية تبرق نورا، تبرق عصافير، تبرق رعدا، تبرق زبدا، تجري كالجواد، تحمل معنى، تعزف مغنى.

ملوحة حرفها تقتل ثعابين الفرعون، وعذوبة ألحانها تحيي أموات عيسى .

يوقظ الناي في صدرها شرارة المرأة، وذاك دين يمنع اكتمال الإنسان قبل أن تركب حواء صهوة الفرس .

هي الشاعرة المنفلتة من كلام المديح .

راكدة تحكي

نواياها تقارع الريح

تحزن حين يصبح الجزر روتين السماء اليومي، وكأنه ترنيمة الله للمنبوذين من قومها .

الشاعرة نعيمة قصباوي

هناك علائق قوية لا تنفرط تربط بين اسم نعيمة ونسبها وشخصيتها وحرفها .

فالاسم يعني الحياة الطيبة والمريحة والسعيدة. وهي امرأة طيبة بحياة خيرة وسعادة ملؤها الهدوء والرزانة والرصانة الناتجة غالبا عن راحة البال .

راحة البال تلك التي لا تعني الاستقالة من هموم الحياة الدنيا وإنما تعني راحة الضمير بعد أداء الواجب عملا وحرفا .

أما النسب فيمكن أن ننسبه لزارع القصب وصانع السكر، وكم من قصب زرعت الشاعرة، وكم من سكر وعسل جنينا، فهي مربية الأجيال ومناضلة ثقافية وجمعوية قل نظير صبرها وثباتها وهدوئها حتى أنك تقسم أنها إنجليزية الأعصاب، أطلسية الأوردة سايسة العقل، نبوية الأخلاق، أيوبية الصبر .

أوجاع الشاعرة نعيمة متنوعة وأثناء أحد اوجاعها ولدت قولا جاء في مطلعه :

راكدا يحكي

لمن علقوا أثداء مدينتهم

في فروع الشمس

ومضوا في السديم

أن نواياه تقارع الريح

وأن لحم صولاتهم

رباه صمت الرافلين

فيما اسود من حصاد الذاكرة

.... ومن النعيم

الشاعرة نعيمة شاركت معنا في الدورة الثالثة لمهرجان الوطن العربي للابداع الثقافي الدولي الذي احتضنه بالمغرب المركز المغربي للثقافة والإبداع بشراكة مع مؤسسة الجميع للثقافة والفنون من العراق.

شكرا لك أستاذة نعيمة .

عن الأستاذ الكبير محمد شخمان رئيس المركز المغربي للثقافة والإبداع