علال الحاج بوعراقية: المجاهد، العالِم، والولي الصالح الذي ضَمِنَ المدينة
علال الحاج بوعراقية: المجاهد، العالِم، والولي الصالح الذي ضَمِنَ المدينة
يُعدُّ علال الحاج بوعراقية، الملقب بـ “سيدي بوعراقية”، من أبرز الشخصيات التاريخية والدينية في مدينة طنجة، حيث يجمع بين العلم، الجهاد، والتصوف، ويُعتبر رمزًا من رموز المدينة.
النسب والأصل
ينحدر سيدي بوعراقية من أسرة شريفة ذات جذور عميقة في تاريخ المغرب، حيث يُنسب إلى المولى إدريس الأول، مؤسس الدولة الإدريسية. وُلد في قبيلة بني حسان، وتربى في بيئة علمية ودينية، مما أهله ليصبح عالِمًا ومجاهدًا.
الجهاد والتحرير
في أواخر القرن السابع عشر، وتحديدًا في سنة 1684م، كانت مدينة طنجة تحت الاحتلال الإنجليزي. استجابة لنداء السلطان مولاي إسماعيل، لبى سيدي بوعراقية دعوة الجهاد، وتوجه إلى طنجة مع أخيه الحاج الغزواني للانضمام إلى جيش الريف بقيادة علي بن عبد الله الريفي. ساهم سيدي بوعراقية بعلمه ووعظه في رفع معنويات المجاهدين، مما ساعد في تحرير المدينة من الاحتلال الإنجليزي.
العلم والتصوف
بعد تحرير طنجة، استقر سيدي بوعراقية بالقرب من الجامع الكبير، حيث اشتهر بعلمه وورعه. كان يرتدي عمامة خضراء، مما أكسبه لقب “سيدي بوعراقية”، نسبة إلى أهل العراق الذين كانوا يرتدونها. أسس زاوية تعليمية وروحية، حيث كان يُدرس العلوم الشرعية ويُرشد الناس في أمور دينهم.
الوصية والوفاة
قبل وفاته سنة 1717م، أوصى سيدي بوعراقية بتحبيس أملاكه للفقراء والأعمال الخيرية. اختار أن يُدفن في المكان الذي يوجد فيه ضريحه حاليًا، المعروف بـ “ضريح سيدي بوعراقية”، الذي أصبح مزارًا للعديد من سكان طنجة للتبرك به.
الاحتفالات والتقاليد
من أبرز التقاليد المرتبطة بسيدي بوعراقية هو الاحتفال بـ “سابع المولد النبوي”، حيث يُحمل الناس الهدايا إلى ضريحه في موكب بشري يجوب شوارع طنجة. هذا التقليد توقف خلال فترة الحماية، لكنه أُعيد إحياؤه في السنوات الأخيرة، ليُصبح مناسبة روحية واجتماعية هامة في المدينة.
الخاتمة
يُعتبر سيدي بوعراقية شخصية محورية في تاريخ طنجة، حيث جمع بين العلم والجهاد والتصوف، وترك إرثًا روحيًا وثقافيًا ما زال حيًا في ذاكرة المدينة وسكانها. يُجسد سيدي بوعراقية نموذجًا للولي الصالح الذي خدم دينه ووطنه، ويظل ضريحه شاهدًا على تاريخه المشرف.
اية الاجراوي



