صالح الناصف بوروايل.. ابن مكناس البار ورمز من رموز المقاومة والنضال الوطني

ازداد المقاوم والمناضل صالح الناصف بوروايل بمدينة مكناس سنة 1931، من أصول صنهاجية متجذرة في تاونات العظيمة. عاش سنوات شبابه في قلب الحراك الوطني ضد الاستعمار الفرنسي، حيث ربط علاقات نضالية قوية مع ثلة من المقاومين الأجلاء، من أمثال المحرومين، محمد الوضيلي، محمد المكناسي، ومحمد لحريكة، وترك بصمته في العمل الفدائي والوطني حتى تحقيق الاستقلال.

من المقاومة إلى العمل السياسي

بعد الاستقلال، واصل صالح الناصف بوروايل مسيرته في صفوف حزب الاستقلال، غير أن التحولات السياسية في أواخر الخمسينيات قادته إلى الانخراط في تجربة تاريخية جديدة. فقد شارك سنة 1959، إلى جانب شخصيات بارزة مثل: محمد المكناسي، عبد الرحمان اليوسفي، عبد الرحيم بوعبيد، محمد وديع الأسفي، محمد عابد الجابري، وابن قليلو، في تأسيس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية. وكان الهدف من هذه الخطوة التاريخية إرساء تعددية حزبية حقيقية، والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ونبذ الديكتاتورية والرأي الواحد.

الاتحاد الاشتراكي وحكومة التوافق

في سنة 1975، ساهم مع رفاقه في تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي أصبح لاحقًا أحد أبرز الفاعلين السياسيين في المغرب الحديث. ومع بداية تجربة حكومة التناوب التوافقي أواخر التسعينيات، كان حاضرًا كمناضل وشاهد على لحظة سياسية فارقة جمعت بين المعارضة والدولة في مشروع إصلاحي مشترك.

تخليد الذاكرة

توفي صالح الناصف بوروايل يوم 4 فبراير 2005 بمدينة مكناس، بعد مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات. وإكرامًا لمساره الوطني، أطلقت جماعة مكناس اسمه على أحد شوارعها قرب ثانوية مولاي إسماعيل الشامخة، تخليدًا لذكراه واعترافًا بمكانته كـ ابن بار لمكناس ورمز وطني كبير. وقد تم تدشين الشارع في شتنبر 2012 من طرف السيد العامل والمندوب السامي لأعضاء المقاومة وجيش التحرير، ورئيس المجلس الجماعي، ورئيس المجلس الإقليمي لمكناس.

---

✍️ خلاصة:

إن استحضار سيرة المقاوم والمناضل صالح الناصف بوروايل هو وفاء لرجل جسّد جيلاً آمن بالحرية، ودافع عن الديمقراطية، وشارك في تأسيس أحزاب وطنية كبرى ستظل شاهدة على التزامه وصدقه. فهو جزء من الذاكرة الوطنية، ورمز من رموز مكناس الصامدة، التي أنجبت رجالًا طبعوا التاريخ بصدقهم ونضالهم.