مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر
مغرب المواطنة2025-10-04 13:01:19
للمشاركة:

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

بورتريه :
ذ : محمد شخمان

في لحظة لا اسم لها، بدأ المعنى يرتجف .
كان المخاض، بدأ المعنى يولد. ولدت شاعرة .
هي لم تأت بل انزلقت كنداء ناعم من خاصرة الليل، على صدرها تميمة نجاة تحميها من كل انزياح .
كانت تبحث عن نافذة تشبه الضوء .
في كفها نار ... أو سكون ديار .
لا تسألوا قلبها المفجوع دهشة، فضوء حرفها يتعثر، يبحث له عن طريق، عن هوية، عن موطئ قدم .
حرفها ارتباك في البدايات، وملامحها في حرفها .
تقرأ الأبجدية .
بدأ النبض فبدأ البوح .
حرفها جلس بينها وبين أنينها، كأنه كان يتنظرها قبل أن تولد، فمشى على أطراف الكلام ودلها على مرٱتها الأولى. يقيم بين انثناء الفكرة وارتعاش النسيان .
بالنسبة لها لا ضوء يسبق النبض، ولا ظل يشبه المعنى .
تدعو القارئ كي يصغي لصوت سمعه ذات حلم .
هي حاضرة حتى في غيابها، وفاعلة أثناء حضورها، شاعرة بالسليقة، ومثقفة بالاجتهاد. تتنفس السجع كل يوم، تكتب الخاطرة والومضة وقصيدة النثر، لا تعترف بقواعد محددة للإبداع، ولا تعترف بحدود تفصل حقلا إبداعيا عن ٱخر .
هي في مقتبل العمر الابداعي، وأمامها عمر طويل كي تقول كلمتها الأخيرة .
أحيانا تكتب المعنى، وأحيانا المعنى يكتبها .
تقول أن الكلمات أحيانا تخون صرامة المعنى، وأن ثمة حروفا لم تخلق للقول بل للعبور بين الأرواح .
تعترف أن كل بيت في قصيدها هو مصيدة شوق، وفي كل فاصلة فخ نجاة .
تقول عن حرفها أنه يحفظ خطانا في الغيم، وأنه سؤال لا يجاب، لكنه يسكن الإجابة .
هي امرأة تهمس في القلب، وحين يعلو الضجيج تخيط الجراح بخيط من الحضور وتقول :
لابأس فالخذلان ليس نهاية .
إنه الطريق الذي يقودك إليك.

قلبها أغصان يانعة تهدهدها الريح.
امرأة لها ذكاء في التواصل والحوار، خجولة ولا تحدث ضجيجا، لكنها تحدث أثرا جميلا، تشتغل وتكتب ولا تمل من العمل، تمد الجسور تبادر، تفتح أبوابا للحضور وللتعبير عن الذات، لكنها تدين الاقصاء والتهميش .

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

ليلى بوشمامة: امرأة تنحت في الصخر

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: