مغرب المواطنة مدير النشر: خالد الرحامني / E-mail: info@mouatana.com
‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها
مغرب المواطنة2025-10-16 12:29:23
للمشاركة:

‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها

‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها

زايد الرفاعي/ ماستر في الصحافة المكتوبة
‎صدر مؤخرا في شتنبر 2025، للشاعرة الواعدة جيهان بن رابحي، ديوانا موسوما بعنوان "وِرد الروح"، أشرف على تنقيحه ومراجعته زرياب الشعر محمد شنوف، فيما تولى الشاعر عبد النبي بزاز إنجاز تقديما فصيحا لهذا المؤلف.
‎ويضم هذا الديوان، الذي يقع في سبعة وتسعون صفحة أربعة عشر قصيدة، تتناول بتجلياتها الجمالية والرمزية تيمات إنسانية ووطنية متعددة، من قبيل: قبل الأرض والوطن، الوفاء، والحب والتضحية. وذلك في مسعى شعري لتكريس قيم الأصالة والانتماء والصفاء الإنساني.
‎ويعد هذا الإسهام النوعي، نِتاج مجموعة من الأعمال الشعرية والمسرحية التي قدمتها الشاعرة جيهان بن رابحي في العديد من المناسبات، بعد إسهامات عديدة عبر قصائد متفرقة نُشرت في جرائد ومجلات وطنية وعربية.
‎وفي مقدمة الديوان، خط الناقد عبد النبي البزاز في عبارة فلسفية إنسانية تستدعي قراءة متأنية وتأمل دقيق، وهي كالأتي: "... "، محاولا بذلك بناء جسر وجداني تواصلي بين جيهان الشاعرة وبين المتلقي.
‎جدير بالذكر أن جيهان بن رابحي، راكمت تجارب عديدة بتعدد مواهبها، ومختلفة باختلاف اهتماماتها، حيث شاركت في تسيير مجموعة من الندوات الوطنية، وأبدعت في تسيير أمسيات شعرية تميزت بمشاركة ألمع النخب في مجالات الأدب والفن والثقافة عموما.
‎هذا، وقد سطع نجمها الأديب وموهبتها الشعرية الشابة الفتية في أماسٍ حيت قام أكاديميون ونقاد بالتنويه بأسلوبها المتمكّن، ونظمها الرصينِ، كما اسْتشرف البعضُ سطوعَها مستقبلا كموهبة شعرية واعدة.
‎لقد تمكنت الشاعرة الموهوبة من خلق الحدث في العديد من اللقاءات الشعرية، نالت خلالها استحسان الحاضرين، وتفاعل مكثف من شعراء جهابذة، ذلك إما عبر مشاركتها بمقتطفات من بعض قصائده، أو عبر تسييرها المُحكم لأماسٍ شعرية وملتقيات أدبية وفنية، من أبرزها على سبيل الذكر لا الحصر:

- الملتقى الأفروأسيوي السادس للثقافات تحت شعار: "كلنا نصرة لغزة نظمتها رابطة المبدعين العرب".

- أمسية شعرية فنية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة نظمتها الزاوية الأمينية الغازية.
- أمسية شعرية ولقاء مفتوح مع تلاميذ مؤسسة لوكروزي دو سفوار بمناسبة اليوم العالمي للمرأة والشعر.

* حفل توقيع ديوان الشاعر الحسين نكور نظمه المركز الثقافي الحاجب.

* مشاركة وتسيير حفل تكريم الشاعر محمد شنوف، نظمه المقهى الثقافي ميشيل جوبير.

* الفوز بجائزة أحسن تشخيص إناث في المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بخريبكة عام 2016.
* تسيير أمسيات شعرية بالمقهى الثقافي ميشيل جوبير.

- تنشيط سهرات للطرب والملحون آخرها بافتتاحية الموسم السنوي لمولاي إدريس الأكبر بساحة مشور الضريح.

- تقديم وتسيير ندوة علمية في موضوع: احترام البيئة من أجل غد أفضل.

- المشاركة ضمن معرض تشكيلي بلوحات مرسومة على الزجاج في حفل توقيع المجموعة القصصية آيريس وطفلة الشمس للمبدعة آية حمدون.
- تكريمها ضمن نقاد وأدباء في أمسية الاحتفاء بالروائية عبير عزيم.
‎إضافة إلى مشاركات أخرى عبر ربوع المملكة، ساهمت جميعُها في صقل موهبتها الأديبة، وتمكينِها من التقاطِ وتعلم المزيد من أدبيات القصيد، كما جاء على لسانها في حديث مع مغرب المواطنة.
‎يشار إلى أن جيهان إلى جانب ميولها الشعري، فهي حاصلة على شهادة الإجازة في الاقتصاد وتسيير المقاولات، ناهيك عن شغفِها بالمسرح دراسةً وممارسةً. إضافة إلى اهتمامها بالحقل الحقوقي، إذ فاعلت فيه، عضوة في الجمعية المغربية لتربية الشبيبة (أميج) ، فرع مكناس.
‎وللتعرف أكثر على الجانب الإبداعي للشاعرة الشابة، بعد حضورها وتنظيمها وتسييرها عدة ملتقيات أدبية، قامت جريدة مغرب المواطنة باستقصاء آراء وشهادات عاشقة من نقاد وشعراء، عنها كموهبة واعدة، هذه أهمها :
‎فزرياب الشعر محمد شنوف يُفصح قائلا:
‎" دأب الباحث الأستاذ زيد الرفاعي كل مرة على إعداد ملف صحافي من شهادات في أسماء وشخصيات لها بصمة بارزة في مشهدنا الثقافي والفكري والأدبي، وفي هذا الإطار، طلب مني كلمة في حق. الشاعرة جيهان بن رابحي. يقول محمد شنوف بصدقه المعهود: أول ما عرفت جيهان، عرفتها من خلال صداقة في الفيسبوك وهي تطل بوجه بهي مُبتهج مَليح وبمظهر راقٍ أنيقٍ ينِمُّ عن روحٍ ذوّاقة ومُيول فني رفيع.
‎ورغم رَيْعَان سِنِّها، كانت على وَقَار مَكين. ولأننا لسنا من اللاهثين وراء المحادثات الخاصة، لم أتعرفها إلا على أرض الواقع عندما حضرت لحفل توقيع ديواني الأول "من هاجر يأتي زمزمه"، كانت على سِمَاتِ اللطف والبهاء والوقار نفسها التي تُطِلُّ بها من منصة الفيس.
‎وسرعان ما أنَّثَت مَكانها في النفس والقلب والخَلَد صديقةً من محتد فريد بنبل طبعها، وقوة شخصها، وسداد رأيها، وعمق فهمها، وأناقة أسلوبها. وظلت أثِيرةً يُعَوَّلُ عليها في كل شيء، دائمةَ الحضور عند الضّيق والفَرَج وعند الحَاجَة والرَّخَاء، كريمةً لا تبخل بجهد أو وقت أو عطف أو عطاء.
يستطرد شهادته في وصف الشاعرة الواعدة، كونها تبدو طفلة في عفويتها ورقتها ونقائها، ‎مُتَّسِمة في الآن نفسِه بالنضج والكبرياء والكرامة، والحزم والذكاء.
‎جيهان، ككل أصيلة. تتأقلم مع كل اختلاف وبمسافة محسوبة تنأى عن كل نفاق أو خلاف أو جدال.
يضيف زرياب الشعر شنوف في حديثه عن علاقته الأدبية بتجربة جيهان الشاعرة، خصوصا حول ديوانها وباكورة أعمالها، فيقول: ‎كان لي شرف مراجعة وتنقيح ديوانها "ورد الروح" الذي تضمن قصائد في منتهى الروعة والجمال بأسلوب شائِق رشيق. ببراءة العرائس وحنين النوارس وهديل الحمام تتأوه الكلام بلغة أبعد ما تكون مطروقة المبنى أو مألوفة المعنى. لغة تتفتح وتتماوج حروفها كشقائق النعمان تحت شمس الربيع.
‎تنقل مشاعرها وأفكارها إلى سمع القارئ وقلبه، في صيغ مُركّزة بالمعاني، مُكثّفة بالصور؛ تعمقها بأساليب مثل الجناس والقافية والتكرار لتحقيق تأثيرات موسيقية تجذبك وتبقيك في جو القصيدة. في استثمار موفق للخصائص الإيقاعية للغة المستخدمة في تراكيبها.
‎أغلب قصائدها تبدو وأكأنها تصدر عن غصة من حسرة أو جرح من ذكرى، كراهبة تكدح للخروج من ليل كهف بهيم. وبروح محبة للحياة، تتبرك بكل سطر سطر من قصيدها وردا تزيح به صخرة صخرة عن فُتحة الكهف لتبدد ظلمات الروح وتتملى فلقَ صبحٍ من بعث جديد.
‎القصيدة عند جيهان محراب ملاذ وفرجة انبعاث، بعد نزع ممات. وهي جسر معاد للكشف عن جوهر كينونتها ومعنى الوجود والحياة".
بفصاحة الشعراء وسريرة الأصدقاء، يضيف الشاعر محمد شنوف أيضا: ما رأيتُ جيهان تخفض جناح الذل والضعف إلا لوالديها بإحسان، وما دخلت أمرا إلا وأوغلت فيه بحذق وإمعان وتركت لها فيه بصمة إنجاز بإتقان. لا تسترزق الاعتراف والتقدير من أحد. بل تنتزعهما بالصدق والجهد والتفاني.
‎أما المسرحي حمزة الخياطي، صرّح بالآتي: جيهان أعرفها جيدا بحكم ممارستها للمسرح في جمعية صدى الإسماعيلية وهي كذلك فنانة وشاعرة، صراحة هي إنسانة مجدة عمليا، تكتب نصوص مسرحية، تساعدنا كثيرا بكل ما هو فني وما له علاقة بالتنظيمات والحفلات الفنية منها الشعر والموسيقى، ربما نحن محظوظين لتواجدها معنا لأنها تقدم إضافات نوعية للجمعية، وهذا ليس غريب على جيهان كونها تحب الخير للجميع. صراحة الكلمات تعجز على التعبير وإبداء شهادة في حقها؟ باعتبار أن الحديث عن جيهان يطول، نكتفي بقول لها استمري نحن معك.
‎من جهتها الناقدة والقاصة سلوى إدريسي والي، كان أول لقائي بها في حفل تكريم الناقد محمد ادارغة الذي نظّمه الصالون السيميائي. كان لقاءً عابرًا، لكن جيهان لا تعبر أبدًا دون أن تترك بصمة. لها وجهُ شاعرةٍ وظلُّ قصيدة.
‎هي الشابة التي تظهر حين يقول الشعر : هل لي برقصة؟
‎إنها جيهان، الشاعرة الواعدة، التي تنسج بخيالها خيطَ الريح، وتتقن زرع الألوان في كل فضاء تحلّ فيه.
‎ولا يسعني هنا سوى أن أبارك لها ديوانها ورد الروح، الذي قرأت منه ما يكفي لأقول إنها شاعرة تعرف طريقها، وتملك أدواتها.
‎بدورنا من الزاوية الإعلامية نُزكي ما سبق مؤكدين على أن جيهان شابة يافعة متحمسة موهوبة، أحببتُ وعيها وشغفها، ومن اطلاعي على بعض كتاباتها الشعرية عرفت أن القصيدة عندها تولد من عشقها للثراث الشعري العربي الأصيل، وصدقِ وجدانٍ وعاطفةٍ، جيهان موهبة حية متدفقة بالعطاء ووعي فكري عميق بقضايا الوطن والشعوب المقهورة.
‎شابة متوقدة حماسا، قد عبرت في ديوانها الشهري ورد الروح عن موهبة وولع بالشعر، واجتهاد في صقل موهبتها لتبلغ في هذا الفن شأوا، أكيد سيكون لها مستقبل زاهر ومكانة سامقة في الساحة الشعرية المغربية والعربية.
‎ أخيرا؛ نُشير إلى أن أول قصيدة شعرية نظَمتها الشاعرة الشابة، كان على بحر البسيط، تقولها في مطلعِه:

[قد جفت العين من أسطورة الرغد
هل صِرتَ يا وطني نهباً لكل يد]

في الختام؛ تفيد جيهان بن رابحي
بتصريح حصري لجريدة مغرب المواطنة، مفاده؛ أن لها أعمالاً حديثة قيد الطبع، إضافة إلى مشاركة فنية في شهر أكتوبر ضمن معرض تشكيلي، يتلوه حفل تقديم وتوقيع ديوان "وِرد الروح" داخل مدينة مكناس وخارجها.

‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها

‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها

‎نقاد وأكاديميون: جيهان بن رابحي شاعرة تمنح للروح وِردا عبر قصائدها

 

مغرب المواطنة
للمشاركة: