منسقية التجمع الوطني للأحرار بمكناس تقود نقاشا تنمويا حول النظام الجديد لدعم المقاولات وتعزيز الاستثمار الجهوي الاقتصادي

مكناس:عبد الصمد تاج الدين

أجمع المشاركون في اليوم الدراسي المنظم من طرف هيئة المتصرفين والأطر الإدارية التجمعية بجهة فاس مكناس يوم السبت الاخير على أن الحكومة تعتمد اليوم مقاربة أكثر مرونة وواقعية في دعم المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، عبر النظام الجديد للدعم والتمويل الذي يستجيب للتحولات الاقتصادية ويمنح لهذه الفئة أدوات عملية للانطلاق والتطور. واعتبر الحاضرون أن هذا التوجه يمثل منعطفا نوعيا يهدف إلى تقوية النسيج المقاولاتي وتعزيز قدرته على خلق فرص الشغل ومواكبة الرهانات التنموية.

وفي إطار المداخلات ذات البعد الاقتصادي، قدّم الإطار البنكي الأستاذ عبد الجليل تاج الدين عرضا محوريا مصورا تناول فيه أبرز مستجدات برامج دعم المقاولات، مبرزا أن التحول الحقيقي الحاصل خلال السنوات الأخيرة لا يكمن فقط في تطوير الترسانة القانونية، بل يتجسد أساسا في تبني الحكومة لنظام دعم أكثر مرونة، من خلال تبسيط الولوج إلى التمويل وتوفير ضمانات تتلاءم مع وضعية المقاولات الصغرى. وأوضح أن المؤسسات المالية أصبحت تسعى إلى مواكبة المقاول منذ فكرة المشروع الأولى إلى مرحلة التأسيس ثم التسيير والتطوير، مما يجعل الأبناك شريكا فعليا في نجاح المشروع.

كما أكد أن هذه المقاولات، التي تمثل أكثر من 93% من النسيج الاقتصادي، تواجه تحديات بارزة مرتبطة بالتحول الرقمي وضعف الكفاءات وصعوبات الحكامة، مشددا على أن تعزيز القدرات التدبيرية واعتماد الرقمنة باتا ضرورة لضمان الاستمرارية.

من جهته، اعتبر الأستاذ الجامعي الدكتور حجيب القاسمي أن إدماج المقاولات الصغرى في الدينامية الاستثمارية الوطنية يشكل خيارا أساسيا، مؤكدا أن تسريع تنزيل ميثاق الاستثمار الجديد يتيح فرصا واعدة لهذه الفئة، خاصة في مجال تحسين مناخ الأعمال وتوجيه الاستثمارات نحو مجالات قادرة على خلق القيمة.

كما ركزت الخبيرة الاقتصادية الأستاذة إلهام رمجي على أهمية التكوين المستمر داخل المقاولات وتأهيل مواردها البشرية، خصوصا في ما يتعلق بالرقمنة وإدارة المخاطر والاندماج في سلاسل الإنتاج الحديثة، معتبرة أن هذه المقومات تشكل أساسا لرفع تنافسيتها.

وشهد اللقاء نقاشات غنية تبادل خلالها المشاركون تجارب ميدانية حول تجاوز الصعوبات التمويلية والإدارية، واستثمار الحوافز الحكومية، وتحويل التحديات إلى فرص لإطلاق مشاريع ناجحة تساهم في إنعاش الشغل وتحسين الأداء الاقتصادي على المستويات المحلية والجهوية والوطنية.

وقد نظم هذا الموعد تحت إشراف منسقية حزب التجمع الوطني للأحرار بعمالة مكناس، حيث عبر المنسق بدر طاهري عن اعتزازه بالمجهودات الحكومية في تفعيل ميثاق الاستثمار وإطلاق برامج جديدة لدعم المقاولات. كما أكد الدكتور عبد العالي ورد، رئيس هيئة المتصرفين بجهة فاس مكناس، على الدور المتنامي للهيئة في الدفاع عن انتظارات المتصرفين والأطر الإدارية وتوفير فضاءات للنقاش الاقتصادي. وأشار هشام طنيبو، الكاتب الإقليمي للحزب، إلى اعتزازه

بالمنجز الحكومي والتنزيل السليم للأوراش الملكية، فيما عبر محمد غري، رئيس هيئة المتصرفين بعمالة مكناس، عن ارتياحه لنجاح اللقاء والإقبال النوعي الذي عرفه اللقاء.

واختُتم اللقاء بالتأكيد على أن مواكبة المقاولات الصغرى والمتوسطة وتوفير الدعم المستمر لها، ليست خيارا عابرا، بل هي رافعة أساسية للتمكين الاقتصادي وتحقيق التنمية الترابية، ولتعزيز دور هذه الوحدات الإنتاجية في خلق الثروة وتوسيع قاعدة التشغيل.