مكناس: الصالون الأدبي لطيفة الغراس “خناتة بنت بكار” يحتفي بالمسار العلمي والفكري لعائشة بلعربي
مكناس: الصالون الأدبي لطيفة الغراس “خناتة بنت بكار” يحتفي بالمسار العلمي والفكري لعائشة بلعربي
متابعة : اباحو اسامة
احتفى الصالون الأدبي لطيفة الغراس، الذي يحمل اسم “خناتة بنت بكار”، بالمسار العلمي والفكري والنضالي للبروفيسورة وعالمة الاجتماع عائشة بلعربي، وذلك خلال لقاء ثقافي احتضنه المركب الثقافي والفني (سينما الريف سابقًا) بمدينة مكناس، يوم السبت 13 دجنبر 2025، بحضور ثلة من المثقفين والأدباء والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي والفكري.
وقد تولّت الأستاذة والشاعرة لطيفة السليماني الغراس تقديم مسار المحتفى بها، حيث استعرضت أبرز محطات تجربتها الأكاديمية والدبلوماسية والفكرية، مسلطة الضوء على إسهاماتها في قضايا المرأة، والتعليم، وحقوق الإنسان، وعلى حضورها المؤثر داخل المشهدين الوطني والدولي، في تقديم اتسم بالعمق والوفاء لمسار حافل بالعطاء.
وفي السياق ذاته، قدّم الدكتور عبد الرحمان بن زيدان مداخلة تعريفية حول شخصية خناتة بنت بكار، التي يحمل الصالون الأدبي اسمها، باعتبارها واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في التاريخ المغربي، حيث لعبت دورًا سياسيًا وفكريًا وازنًا خلال القرن الثامن عشر، وعُرفت برجاحة عقلها وحكمتها ومكانتها داخل البلاط السلطاني في عهد المولى إسماعيل، إضافة إلى إسهامها في تدبير الشأن العام، وترسيخ الحضور النسائي في محطات مفصلية من تاريخ المغرب. كما توقف عند نماذج نسائية أخرى أسهمت في بناء الذاكرة التاريخية المغربية.
وقد قامت خطيبة منديب، شاعرة دكالة، بتقديم وتسيير فقرات هذا اللقاء، حيث أحسنت إدارة محاوره، وفتحت باب النقاش والتفاعل، مما أضفى على الأمسية طابعًا حواريًا غنيًا، اتسم بتعدد الرؤى وتلاقح الأفكار.
وخلال هذا اللقاء، شاركت عائشة بلعربي بقراءة مختارات شعرية من دواوينها باللغتين العربية والفرنسية، في لحظة إبداعية لقيت تفاعلًا لافتًا من الحضور، وجمعت بين البعد الفكري والحس الجمالي، مبرزة وجهًا آخر من شخصيتها الأدبية إلى جانب مسارها الأكاديمي والعلمي.
وتُعد عائشة بلعربي من الشخصيات المغربية البارزة، إذ شغلت منصب أول كاتبة دولة مغربية في الشؤون الخارجية، وكانت عضوًا في حكومة التناوب (1998–2002)، كما عملت سفيرة للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، ومفوضة دولية لدى المنظمة الدولية للهجرة، فضلًا عن مسارها الأكاديمي كأستاذة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعالمة اجتماع، وكاتبة، وخبيرة لدى هيئات وطنية ودولية في قضايا التعليم، والمرأة، والنوع الاجتماعي، والهجرة، وحوار الثقافات.
وقد شكّل هذا اللقاء الثقافي مناسبة للاحتفاء بتجربة فكرية وإنسانية رائدة، وتعزيز قيم الاعتراف، وترسيخ الصالون الأدبي لطيفة الغراس “خناتة بنت بكار” كفضاء ثقافي حيّ، يُسهم في تنشيط المشهد الثقافي بمدينة مكناس، ويعمل على وصل الذاكرة التاريخية بالأسئلة الفكرية المعاصرة.


