: مكناس تحتفي بالفنانة هاجر الحجوي: صوت أصيل يكرس وفاءه للتراث

: مكناس تحتفي بالفنانة هاجر الحجوي: صوت أصيل يكرس وفاءه للتراث

مكناس – عبد الصمد تاج الدين

شهدت مدينة مكناس، مؤخرا، ليلة فنية استثنائية احتفاء بالفنانة هاجر الحجوي، في حفل تكريمي نظمته جمعية رائدات ورواد الموسيقى التراثية برئاسة فائزة المرنيسي كليلي، اعترافا بمسارها الفني المتميز، بعد فوزها عن جدارة بدبلوم الجائزة الأولى في فن الملحون الممنوح من وزارة الثقافة.

اللقاء الفني الذي جمع عشاق الطرب الأصيل ورواده، اتخذ طابعا احتفاليا وروحانيا، حيث تعاقبت على المنصة فرق ومنشدون قدموا روائع الطرب الأندلسي والملحون، فلامست أنغامهم وجدان الحضور وأعادت للأذهان عبق الذاكرة الموسيقية المغربية.

التكريم لم يكن مجرد لحظة رمزية، بل محطة اعتراف بمسار غني لفنانة شابة تنحدر من أسرة فاسية مكناسية عريقة، تربت في فضاء المسرح منذ طفولتها، وراكمت تجربة جعلت منها شاعرة وأديبة وناظمة، إلى جانب مهارتها في العزف على آلات موسيقية متعددة وقدرتها الفريدة على الأداء الإنشادي بصوت عميق وعفوي يحمل خصوصية الأنثوية المغربية في أبهى صورها.

وحضر الحفل ثلة من القامات الفنية الوازنة، من بينهم شيخ فن الملحون الحاج محمد الوالي وشيخ طرب الآلة عبد الرحيم الخمسي، إلى جانب شخصيات من الساحة الثقافية المكناسية، الذين أكدوا أن تكريم الحجوي هو في جوهره اعتراف بجيل جديد من الأصوات الشابة التي تشق طريقها بصمت وإبداع.

وفي كلمتها بالمناسبة، أبرزت رئيسة الجمعية فائزة المرنيسي أن هذا الاحتفاء يجسد صورة "النموذج المكناسي" الذي يجمع بين الأصالة والإبداع، مبرزة أن الفنانة الحجوي استطاعت الحفاظ على حيائها ورصانتها، وفي الوقت نفسه برهنت على وفائها العميق للفن والتراث، بفضل موهبتها المتعددة التي تجمع بين الكتابة والعزف والإنشاد.

أما المحتفى بها، فقد عبرت عن امتنانها لهذه المبادرة، موجهة شكرها إلى كل من ساهم في إنجاح هذه اللحظة الفنية والإنسانية، مؤكدة أن الوفاء للفن الأصيل ليس مجرد اختيار، بل رسالة ومسؤولية.

وبهذا التكريم، تكون مكناس قد اضاءت صفحة جديدة من سجلها الفني والثقافي، مؤكدة مكانتها كحاضنة للأصوات الأصيلة وفضاء للاعتراف بالمبدعين الذين يحملون مشعل التراث المغربي إلى أجيال المستقبل.